لا شيئ في الغرفة, لا أحد في البال.
سهرانة الليل,
لا أفكّر بأي أحد..
لا أحد..
لا شئ يحدث هنا,
لا شئ سيحدث
على الأرجح, هناك..
لا شئ في الداخل..لا شئ في الخارج..
لا شئ في الغرفة..لا تحت السرير..أو تحت الوسادة..لا في الخزانة..لا فوقها ولا خلفها..
لا شئ على الإطلاق..
لذا لا داعٍ
للبحث عن العتمة
ما دام الليل قد أرخى نوافذه في البال,
وارتاح..
صمت في الشارع,
صمت يعبر الرصيف..
صمت يتجاوز الاشارة الحمراء,
صمت يسبّ الرجل الأخضر....
صمت يقود الأطفال الى أسرّتهم
بهدوء أشبه بالحدائق..
صمت تحت الأشجار,
صمت على الأرجوحة..
وفي الأعالي,
لا صمت يعلو على صراخ النوارس
في عراكها الدامي
للفوز بقلب سمكة عزلاء
نسيتها من زمان على الشرفة.
أكثر وحدة
من عامل يغادر المصنع
ومصاب بالسل..
يكّر اعترافاته
كلما داهمته
نوبات السعال.
أكثر وحشة,
من قطار بضائع,
وهو يتخفف من ثقل نواياه وعبء ظنونه..
في مروره الأكيد
قرب سور المدرسة
يفتح زوادته للأولاد
يملأ جيوبهم بالفحم
ويوزع عليهم المعاصي..
يخربش بالأيام دفاترهم
من أول السطر
حتى آخر العمر..