كابوس فردي
فارس خضر
إله الأسى :
" وجدوه مٌنتحراً في خرابه
المغفلٌ .
أدمى ظَهره بشوك خطايانا ،
وبكى من أجلنا كثيراً ؛
حتى مسحت السماءُ بيدها خدَه .
لكنه
لم ينلْ غٌفرانناً أبداً "
مُتكاسلاً
يرفسُ بابي ،
ثم يطعنُ النومَ في صدره .
كانت العزلةُ راعشةً في الركن
عندما سجنَ بفمي صرخةً دائمةً
تريد لو تخرج يوماً لتصفعَ الجدران .
.......................................
.......................................
في يومٍ مخمور ،
وقفَ الشاطئُ مُترنحاً :
خرقةُ
علقتْ بوجهه كجريمةٍ .
كان البحرُ قد كَرِهَ اللعبة تماماً
فأرسل روحَه في سفينةٍ
إلى الجحيم .
ولأنهم ورثةُ مزعجون ،
لا يصدقون أن الميراثَ كله خرقةٌ ،
بكوا بدموعٍ ثلجيةٍ .
كيف ينتهي كل هذا الضجيج
دون كنزٍ نهائيٍ
يطهرُ الرحلةَ من الدم ...؟!
في جنازةٍ متخمةِ بالنعوش ،
جاءوا معطرين بالخيبةِ ،
توسلوا للشجنِ
كي يعصرَ عينيه لتمطر .
لكنه غافلهم
وثقب بالوناته الملونة
فانفجروا
ضاحكين
- عبثْ ..
هكذا قالت الأحلامُ
ثم أسندت رأسها على كتفي
ونامتْ .
كانت الأرضُ مشروخةً بحزنها
تعبر فوق الجسر هاربةً
وكانت الرحمةٌ تغرفُ الصباحَ
في حذائها
وتقفز منفوشةَ الشعر
تحت السماء .
للأسف
كل السلالم التي توصل إليها
قطعت فجأةً :
ولم يكن هناك
غير بقايا ضجّة فوق البحر ،
وخرقةٍ داميةٍ تلوثُ وجهه
بعويلها اليومي .