ســيرة الأفــاعي
فارس خضر
يخرجون من جلوِدهم
كلَّ ليلةٍ
لينبشوا الذكرى :
ولدٌ أحمق في عينيه دمعتان ،
يطاردُ القمريّ في أعشاشه ،
ويطيرُ مع اليمام ،
يُحكى
أنهم ثبتوا له قدمين بالأرض
فصارَ مشاءً عظيماً ،
واستبدلوا الدمعتين بكرتين زجاجيتين ،
فكفَّ عن البكاء ..
لكنه في لحظاتِ هذيانِه ،
يحومُ حولَه القمريُّ ،
وتنبتُ لكلماته أجنحةٌ ترفرفُ ،
فتذوبُ جلودُ المهرجين
وهم يسخرون بضجة
من المهزول الذي يروي الأساطير .
( 1 )
أمي ..
أنا عطشٌ دائمٌ يا أمي ،
الصفصافةُ التي ارتديتُ ظلَها شاختُ ،
حلقي صحراءُ مشققةٌ ،
وروحي بردانةُ ،
ولا غطاء يخبئُ الفقر ...
........................
الملعون ،
حين دثرتنا الأغطية الثقيلةُ
تركَ في رئتيك
ما يدلُ عليه .
( 2 )
أبي ...
لا يرى العصافير ،
يده التي تلكزني بقسوةٍ
تضخمت فجأة ،
صارتْ بحجم حفرة تستقبلُ رذاذَ المطر ...
في حياةٍ كهذه
لا سماء تمطرُ ،
فقط
الخيوطُ الجيريةُ المرسومةُ على جلبابه
تتدفقُ
في فمي.
( 3 )
أنا ..
كنتُ بحاجةٍ إِلى هزيمةٍ ،
وبما أنها جاءتْ دون تخطيطٍ مسبق
فمن حقي أن أبحثَ عن سعادتي الخاصة.
عيونكم سكاكينُ مشرعةٌ في وجهي
" فلا تنظروا لي هكذا "
يجرحُني الزجاجُ وأنتم شظايا بشرية ..
أي فراغ ملوث يضمُ هذه الكائنات الخربة .
قدماي الآن
تتعثران في جثثٍ مموهةٍ ،
وأنا أبحثُ عن سعادتي الخاصة
فارفعوا توابيتَكم في الهواء
ربما تدركُ بمفردها
مكانَ المقبرة ..
( 4 )
هم ..
قطرةُ دفءٍ تائهةٍ
عمن تبحثُ أيها البحرُ الهائجُ .. ؟
..............................
..............................
مركبٌ ممزق
وعواصفُ عمياءُ
معتمة .