وطن الرصاص
شعر : عماد على قطري
يا أيها الوطن المسافر في الرصاص
زمّل جراحك في الميادين التي ...
بالعدل في نار القصاص
و لسوف يعطيك الأمان
سماء وجد شامخ
تحمي الزهور من الخريف
و تفتدي درب الخلاص
و لسوف تعطيك النوارس
رقصة القلب المسافر في الغياب
و رافضا لحن الأنين
و لسوف يعطيك الصغار
براءة التطواف في المدن الحزينة
بعدما سرق الطغاة
مواسم الفرح المشبع بالحنين
و لسوف تنتصر الخطى
و تذيق وجه سرابهم
مرّ التشرد فاندثار
دمنا المحلّق في المدى
أنشودة الأقمار
تغريد الجوى
و صكوك عشق
أعلنت صدق النهار
سيف الخئون ملوث
بدم الصغار
و دمعة
و قميص دلتا قدّه
سيف المدرّع
معلنا زهو انتصار
سيفان فوق الجرح
في الوطن الذبيح تسلّطا
ملح و نار
ملح الخطيئة و الكبار تجمعوا
من كل فج عند أقدام التتار
نار المجوس وما تجاسر من غبار
سفه المفكر و المفلِّس و المراوغ
و المعبأ بالسعار
يا أيها المخدوع و المصروع
ما سر الدماء
و شظية
شجّت فؤاد صغيرة
نامت لتحلم بالنهار ؟
قل لي إذا سأل الصغار
عن الندى
أأجيبهم ؟
و الساح يحفل بالبوار ؟
و شوارع المدن التي لوثتها
بالعجز عن هدم الفساد
و ثلّة الفجار هل يحكي لنا
ذاك الرصيف عن الحوار ؟
و أنا أرتّل فوق قارعة الطريق
دموعنا
أو ما تيسّر من هموم المتعبين ...
ألومها أمي التي رفعتْ أكفّ رجائها
ترجو السلامة و القرار ؟
أألومها يا موطني في حبها ؟
و أنا أحبك
مذ وعيت
و ربما قبل التواريخ العتيدة و النسب
أألوم طفلا في هواك مخضبا بحنينه
في الآه يسأل في هواك
عن السبب؟
إنّي أحبك ما نسيت عهودنا
و نسائم الفجر الشهيد
تزفّنا لمدائن العشاق
و الصبح المغيّب في الضباب
وطن و غانية و غاب
و صغيرتي فوق الجبين
تحط رحل شقاوة
في قبلة
هل علمتها الريح أن ترتاح
في حرف و باب
أواه ما أقسى الغياب
يا موطني يا سيدي
قل لي بربك ما أقول لطفلتي
و أنا القتيل
و قاتلي وطن يباع على الملأ ؟
و المشترون الفاسدون العاهرون
تجمّعوا عند المزاد و أعلنوا
صدق النبأ
يا ليتهم تركوا الجراح
و قسّموا تحت الظلام
غنيمة المدن السليبة
ليتهم ...
يا ليتهم تركوا فؤادي ما قرأ
قرأ العيون السود
ترسم فرحة بيضاء
عند المبتدأ
إنّي قرأتك قرية
تصبو لنيلك ترتجي فجر الرؤى
و تضوع خصبا و الكلأ
إنّي قرأتك في المدائن رقصة
و عفيفة
و حبيبة
و حياء بنت تستحي
من غرفة
مهمومة بالسقف ينشع و الصدأ
إنّي قرأتك خيمة
و عيون سلمى
و الرمال
و نخلة
و شطوط وجد حارس
يحمي الحدود من الأفاعي
و التشرد و الخطأ
إنّي قرأتك في الصعيد بلاغة
و نداوة
و فؤاد جد خالد
يحكي الحضارة غضة
و يبوح سرا ما اختبأ
إنّي قرأتك في القنال سفينة
و رجولة
و الملح يكوى
و الجباه أبية
و جمال بنت راقصت
عند المغيب نسيمة
لفحت فؤادا عاشقا
فتذكرت وجه الحبيب
بدمعة
تحمي الفؤاد فما انكفأ
إنّي قرأتك سيدي
يا ليتهم تركوا الفؤاد
و ما قرأ
يا ليتهم تركوا الفؤاد
و ما قرأ