الرئيسية » » من مفكرة عاشق لاتخدعه المرايا شعر : مختار عيسى

من مفكرة عاشق لاتخدعه المرايا شعر : مختار عيسى

Written By غير معرف on الأحد، 17 فبراير 2013 | فبراير 17, 2013


من مفكرة عاشق لاتخدعه المرايا  

مختار عيسى

بعض أيامنا حقائق  وكثير منها أكاذيب ولها أن تمشي بينهما دون أن تفقد الذاكرة 








                                                     

          السابعة مساء السبت الأول:

ثقبتْ بالعطرِ جدار الصمت  بقاعات القصر المهجور ْ
مرّتْ من أضيق نافذة  في السورْ
تحملها آنية ٌ من وجْدٍ ،
ويسافرُ في العينين البللورْ
يشعلُ في الكلمات الموسيقا
كان الشاعرُ  يرقد في حِضن الصورةِ
والمخرجُ قد بدأ العزف :حريقا  يصطاد حريقا
كان الجمهور يتابعُ في شَغَفٍ ..
دورَ البطلِ الأوحدْ
كنتُ أحاولُ فكَّ العُقدةَ في خيط المشهدْ
هل غرر بالشاعر زحف ُالفضة في جَنَبات الروح ؛
فسلَّم للعسجدْ؟!


          العاشرة صباح خميس:


ألقتْ بهجتها للزهرِ المزهوَّ  بذاتهْ
سألتْ عن مرآتهْ
فتلوَّنَ وجه الهاتفِ ،
واحمرَّت أرصفة ُ الوقتِ ،
وطارت في الجنبين عصافيرٌ يعرفها
واشتعلتْ آنية المرأة
وتكسّر صلصالٌ نسيتْهُ فوق المقعدْ
هل أدرك حرفتَهُ الشاعرُ  أم ..
نسيتهُ الآلاتُ ،
وما رضيَتْ أن يتمرّدْ؟



               في المسرح:


اللؤلؤة ارتاحت للخدِّ المُجهَدْ
والقاعةُ غُصَّتْ عَسَسًا
سالتْ في الكفَّيْنِ الأنثى ،
وتلوَّتْ ..
كحظوظ الفقراء
اختبأتْ  في صدر الشاعر أغنية ٌ
أوشك أن يُعلنَ رجفتَهُ
عادَ وآثرَ أنْ يبعُدْ!
هل كانت أنثاه ُ تراودُ فتنتها..
أوحى للبحر المائجِ أن يتجمَّدْ؟
من يجرؤُ في حضرة جلادٍ
أن يجتاز الحدّْ؟!



              بعد يومين :

ـ أنتِ سؤالُ العاشق  حين توقَّدْ
ـ أنتَ البحرُ وأنتَ حنينُ الماءْ
ـ أنتِ بلادٌ لمتُفتحْ،
وعصورٌ لم تولدْ
ـ أنتَ إلهٌ  لا يُعبَدْ
ـ ضُمِّيني في قائمة المعتوهينَ ،
وفُكِّي أسْرَ المُقعَدْ
قالت : " لا وعد"
هل أدرك شاعرَك البغتة ُ؛
فاحتبس الردّْ؟!




                تحت المطر:


قالوا  إنك تحتبسين الماء ..
عن الظامئة ِ قلوبهمُ ،
وتستبقين خيولَ الرغبة ِ
تحترفينَ العدّْ..
قالوا إنك تقتحمين بيوت الفقراءِ ،
تجيدين الرقص على الإيقاع الماجن؛
كي يصبأ رهبان المعبد ْ
قالوا .. لكني أعلنها :
" الليلةَ أُدركُ أن السيل الجارف َ
لن يوقفه السدّْ
أنَّ الغارق في حُرقتهِ ..
ما كان ليغرقَ ..
إلا حين تردّدْ
هل ذاق الشاعر ُ يتم مراكبه ِ
أم أن الريح تُعاندهُ ؛
تؤثرُ أن يرتدّْ؟!



            المستظل بذاته :

يفتتح خزائنه بالآي ، ويختمها ..
برذاذ الحيرة بين الشفتين ، وبين النهدْ
ويدوس على أفئدة الأنهارِ ،
ويوصي أن نتوضأ من أحواض الوردْ
يا سيد أوراد الحزن  تجلّدْ ،
فالصورة صارت أجلى ،
واللون القاتم يشتدّْ !



                   الأربعون:

كاذبة ٌ  هذي الأنثى
حين تطيرُ إلى  الوعدْ
الوجع ُ الفاضحُ في الشفتيْنِ ، وفي الجفنيْنِ ،
وتحت وسادات النَّهدْ
والزَّغَبُ الأخضرُ في الخدّيْنِ ِ،
وعُشبُ الروح تجعّـدْ
الأنثى توقدُ صورتها ؛
كي تُشعل مرآة الغاوي ، والمرتدّْ
روَّعها أن تتجمَّدْ..
أن قطارَ الوحْشة ِ يُسرعُ  نحو الغدّْ



                 في العاشر من فبراير  ليس على العشاق حرج!


كرةُ الضوء اصطدمت ْ بفرَاش الغرفهْ
رقصتْ أهدابُ الليلِ ،
وقيلَ :" اقتربي  يا لغة الوعد"
سيدة البرق  استمعتْ لسؤال الرَّعْدْ
والغرفةُ تُغلقُ عينيها،
والكرةُ تدحرجُ بين أنين المكلومينَ ،
وبين حنين ِ الماء ..
إلى الباب الموصد !
الأنثى اختارت حُرقتها ؛
هبطت ْ من بهجتها السيالة ِ ،
والعاشق يصعد
ليس على العاشق حرجٌ ؛
لا يصلحُ إيمانُ العاشق  في غير مواقيت الوجْدْ !


                 قلت ُ الآن  أوانُ المجد:


انفلتا من قيد الوحشة ، واختلجا في واحات اليد ْ
وتأرجح زهوهما في ماء  العينينِ ،
 ولم يحترسا من أسياف البرد ْ
أرنبتان تطيران ِ؛
فيا للساحر  يعزفُ فوق قطيفة هذا  القدّْ
لؤلؤتان تسيلان على الشجر المحتدّْ
غابات تسكنها الجنيات ،
وحوش من أغصان الوردْ
والبحرُ افتتح الرَّغوات ِ وأوشك أنْ يُزبدْ
قالت :" لا تتزيَّدْ"
قلت :" حنينٌ محبوسٌ منذُ ملايين السَّنوات
 يحاولُ أن يتسيَّدْ "
قالت " كفاك تجرأتا "
قلت: "  الآن أوانُ المجدْ"
فتحت ْ دفترها ،
وازدحمت بالأضواء ِ، ورامتْ أن أتمدَّدْ
كانت عقربة ُ الأوقات ِ توعَّد ْ
قام الليلُ يلمُّ عباءته ُ
قمتُ ألملمُ أطرافي
أركبُ ظلي ،
أزحف ُ نحو المهد
ما وجد الزاحف ُ غير الحفاَّرين يقومون على اللحدْ
يتلون مواقيت التعذيب ِ ،
يُعيدونَ القِبْلة للمعبدْ
ما ضر العاشق َ غيرُ سؤال الفقدْ


                الأبيض يرسم بهجته


السيد قام ورشرش حرقتهُ
في الطين المتوقدْ
واشتعل الماءُ
وفاضت أنهارٌ كادت تتجمّدْ
وتنفّس ليلٌ
وتنهّدْ
وتدفق شلالُ البهجة في أوردة الوردْ
من يخرس ديك الصبح
وقد أذّن
للوعد؟




صباح الاثنين 12 من فبراير 2002
صباح الأربعاء 14 من فبراير 2002
صباح الجمعة 9 من يناير 2004
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads