لا أعرف النبوءات
شعر : صبحي موسى
أمي الحبيبة
كان من المنتظر أن أجيؤك هذا الصباح
لكن المصاعب شغلتني
هنا في تلك الدار التي تعرفينها جيداً
لا شيء يقر على حاله
ولا يمكنني للمرء أن يفي بكل الوعود
أتذكرين حين كنا نجلس على بابها
والناس عائدون من مشاغلهم إلى بيوتهم
التي يلفها الظلام
كنا نتحدث عن أشياء كثيرة
ونواعد أنفسنا بأماني لا يمكن أن نحلم بتحققها
لكننا كنا نحلم
ونطلق لأنفسنا العنان في الخيال
وكثيراً ما كنا نحقق ما نحلم به
أتذكري يوم قلنا أن جارنا يبيع حقله
وأننا نود توسعة بيتنا وأرضنا
ولا نملك حتى أجرة كاتب العقد
ولا يمكن للرجل الذي يبيع بيته أن يتركه إحساناً للناس
كنا نحلم
وكانت الأقدار تسعى بما نريد
كان الجيران يسموننا جبناء
ويرونك امرأة لا يقدرها إلا الله
وهكذا كان
لم يقدر عليك سواه
ولم يتخيل أياً منا
أن يحط الجمل رحله هكذا فجأة
ويمشي
تأخرت
لكنني ما كنت أتخيل أن أجلس يوماً على بابنا ولا أراك
ما كنت أتخيل أن أعود ولا أجدك تطعمين الأوز والبط
والعجل اليتيم الذي تركته أمه في حجرك
وسقطت فجأة بلا عواء
كل شيء كان ينبئ برحيل عاصف وسريع
لكننا لم نكن نهتم بالنبوءات
أو نقرأ الرسائل
أتذكرين
يوم اشتد بك الإعياء
وبينما المحاليل تسري في عروقك
سقطت نخلتنا الطويلة فجأة
سقطت الرأس على الجذع
ولم تكن هناك ريح
لكننا ما كنا نقرأ النبوءات
