"" نفس الوجوه "" للشاعر : حمدي الطحان
نفسُ الوجوه تدورُ خلفَ الأقنعة نفسُ الذّئابِ الُمجرماتِ المُفزِعـة
نفس الوجوهِ وإنْ تغيّر جلدُهــا قد طوّقتنــا من جهاتٍ أربعــة
لا تَطرُقُ الأبوابَ تدخــلُ دارَنا و برغمِنا تلهـو بكـلِّ الأمتعـــة
تضعُ الحِذاءَ على الحذاءِ بوجهِنا و تلوكُ أفئدةً ، و تَحْطِمُ أشرعـــة
ما كانَ مَرئيًّا بأمِّ عيونِنــــــــا يغدو خِداعًا ، و العيونُ مُروَّعـــة
نفسُ الحُواةِ ونفسُ مُحترِفي الكــــــــلامِ و نفسُ عُبَّـادِ الهــوَى و المنفعــة
يتسوَّرونَ رءوسَـــــنا ومصيرَنا و يُوجِّهونَ الركْبَ يلقى مصرعَـه
لا فرقَ بيــــــنَ مُهوِّنٍ ومُهوِّلٍ و مُديــــــرِ عُمَّتِهِ و لابسِ قُبَّعــة
لا فرقَ بيـــــــنَ مُنوِّمٍ ومُطبِّلٍ و مُطيلِ لحيتِهِ و مَن ليستِ مَعَـه
لا فرقَ إلاّ في الرتوشِ و في الحِلَى أمَّا الحقائقُ فالحقائـــــقُ مُفجِعة
كيفَ السُّكوتُ عن الحقوقِ قتيلةً والعدلِ مطرودًا يُجافِــي مَوضِعَه
كيــــفَ التَّقدُّمُ للوراءِ تَخبُّطًا وتعمُّدًا ؛ إنَّ الهَـــوَى ما أفظعَــه !!
كيفَ التَّخاذلُ والكِنانةُ قدَّمــتْ فلذاتِها و الأمنياتُ مُطوَّعـــــــة ؟!
فَأذنْ لشمسِكَ أنْ تَمُدَّ ضياءَها واسمحْ لعزمِكَ أن يفارقَ مضجعَه
واملُكْ زمامَكَ في وجودِكَ قادرًا و اربأ بنفسِكَ أن تكونَ الإمَّعـــة
************ الإسكندرية في20 / 3 / 2011م
*****