الرئيسية » , » الشاعر الأمريكي ري ينغ بير- قصائد مترجمة/ ترجمة: عابد اسماعيل

الشاعر الأمريكي ري ينغ بير- قصائد مترجمة/ ترجمة: عابد اسماعيل

Written By غير معرف on السبت، 9 فبراير 2013 | فبراير 09, 2013


الشاعر الأمريكي ري ينغ بير- قصائد مترجمة/ ترجمة: عابد اسماعيل


الشاعر الأميركي ري يَنغ بير:
جمرُ الشّهاب النازل
لغة الطقس
أمطارُ الصيف لم تهطل بعد
لكني أسمعُ وأرى الظلّ القادم
لرسولها الأوّل: الرّعد.
أفقُ الأرض الساطع
يرسل شعاعاً أخيراً باتجاهي،
ملامساً قمم الغيوم
والغابات المحاطة بالتلال.
وبالرغم من صرامتي،
بدا كلّ شيء للوهلة الأولى
في حال اصطفاف:
جزء يابسة، وجزء غيم
جزء سماء وجزء شمس
وجزء ذات.
وكنتُ الوحيدَ الذي يشهدُ
على تلك الصحوة.
وقبل أن يستبدل الظلامُ النورَ في عيني
فكرتُ قليلاً بغياب الحافز الديني: لا اعتراف أبداً
بتلك العوامل التي تجعل وجودي ممكناً.
أهلي، الذين يسرعون
في قلب التربة الحمراء والرمادية،
فوق شتلات البطاطا، يتعالى
كلامهم وسط الجلبة الهدّارة.
أفواهُهم تتكلّم.
ألا ترى أنّ كلاً منّا في المنزل
يطلقُ شيئاً من روحه
باتجاه أسلافه!”
وإذ تبرّدُ قطراتُ المطر
وجهي وذراعي، يشقّ البرقُ
شجرةَ حورٍ بعيدة إلى نصفين.
غيومٌ صغيرة من الغبار الأحمر
تتطاير في الهواء المجنون
مع الجنادب المنسحبة.
فكّرتُ بذاك الوقت الذي وقفتُ فيه هنا،
في نفس البقعة قبل سنوات،
كان ذلك في ضوء القمر،
وكنتُ أشاهد تلك القوة الخطّافة الجميلة
فوق وادٍ آخر.
في البعيد، نهاراً،
ثمة روحٌ متشرّدة،
ترتدي قناعَ زوبعة،
تهبّ وتغزلُ الأشياءَ،
تحاولُ أن تتكلّمَ
من غياهب عزلتِها الأثيرية.
مغزى حيوان الماء
منذئذٍ كنتُ الشّمالَ.
منذئذ كنتُ ريحَ الشمال.
منذئذ كنتُ لا أحد.
منذئذ كنتُ وحيداً.
لونُ عيني السّوداوين
داخل اللون المتربّص في حدقتي
طائر الرّفراف يُضعفُ قوتي،
غير أنّ ضوء الشّمس
المتزحلق فوق الصخور والعشب،
يمنحني القوة.
وإذ تنبسط يداي مع رؤوس أصابعي
وتلتقي،
تصوغُ الجمالَ الهادئ
للزبدِ والرّمل ـ
بحيرةٌ مطرية صيفية.
صوتُ الطمأنينةِ
يسرد قصةَ حيوان الماء
الذي يغوصُ بحثاً عن أرض ممكنة.
تالياً، ومن قلب الخالق وجسده،
يولد الإله “يوكيماو”
سليل القادة الإلهيين.
ومن الأرض الحمراء
تأتي البقيةُ منّا.
“أن لا تؤمنَ بذلك”
يقول لي جدّي،
“أو أن تكونَ ببساطة جاهلاً به،
يعني أن الإيمانَ بدأ يقتربُ من حافّة الهاوية…”
إميلي ديكنسون واستفسار الطائر الجواب
لم أفكر قطّ للحظة
أن الذي حدا بي
إلى تأليف وإرسال هذه الرسائل
كان ضرباً من الشّغف.
بالتأكيد أضمرُ الحبّ نفسه
لكلّ هؤلاء، كلّ على حدة،
حين كنا معاً على متن قارب
في بحيرة أغازيز في مانيتوبا،
نجذّفُ باتجاه ضبابٍ مضاءٍ بقمر
قبل أن نفقد بعضنا بعضاً.
من هذا الانفصال أتى
الطائرُ الرفراف،
بريشه الأزرق، الملون على الصدر والرقبة،
والذي يمثّل مياهَ البحيرة والضباب.
غير أن هذه الشارة أيضاً
تدلّ على التجمّد الأزلي والبوار:
حالتان من الطقس
لم يكن بمقدوري العيش فيهما.
من الضروري أن تُبقي طيفَكِ كسرّ:
كتفاكِ العاريتان، وبلوزتكِ المجعّدة،
والنغمات الرقيقة للكَمان الذي تعزفين عليه،
وكلّها أشياء تدخل في وصف “ألغون كوين” ـ
إلهة الجمال الناطقة.
ومثل وميضِ الحباحب
الذي يدفعُ عنها شرّ أعدائها المفترسين
أنا معتاد على نوع من الطعام يحميني،
ويوفّر لي طقساً للتمويه.
لن أشعر بالانسجام في الصحراء
أو السهوب القاحلة،
وأنا أصطاد قطعان الإلكة من أجل لحمها ومخبئها،
وأقتفي أثر الطائر الجوّاب من أجل ريشه.
غير أنّ لهجاتنا كانت متشابهة!
قصصُ تكويننا تبدأُ فوق أرضٍ أنيقةٍ
من عظامٍ غير قابلة للهضم،
تطلّ على أنهار جليدية متراصّة.
هذا ما كنّا نتوقّع رؤيته
قبل دفننا الجليدي.
كان ذلك قبل أن يعرفَ نهرُ “ميسوري”
أين سيتّجه.
ذاكرتي بدأت تحت الأرض
هناك حيث علّمني الشهابُ النازلُ
كيف أضعُ جمراً متّقداً على ساعدي.
“في الحياة الآخرة، يقذفُ الجرحُ وميضاً،
ويتيحُ للمرء الإسراع في ولادة جديدة.
هذا الضوء يقودُنا للخروج من الظلام”.
اليوم الذي وصلني فيه خبرٌ منكِ،
سقطتُ على سلّم القاربِ،
وفقدتُ الوعي، وكان ذلك مناسباً،
إذ لا يوجد منطقٌ يبرّرُ مسرحيةً
(شاهدتُها للتوّ على ظهر القارب)
عن رجلٍ يريدُ دحرجةَ صخرةٍ إلى أعلى التل،
والصخرةُ تصرّ على أن تتدحرج نحو الأسفل.
وجدتُ نفسي أهمسُ
في اللحظةِ التي صحوتُ:
ليست وظيفتي تسيس الخرافة”.
تدريجياً، بدأت تتطايرُ من جراحي
كلماتٌ من دم،
وريشُ نسورٍ.
لا بدّ أنّ الاحتقارَ
صاغَ مصيرنا.
عبثاً كنتُ أحاول رأب
الصّدع بين أنصاف متشرّدة
تقف إلى جانبي.
مضى الوقتُ، وضاع هباءً.
قمرٌ إيجابي وشمسٌ سلبية.
قبل وقت طويل من تفتّحِها،
ثمة زهرة تقتلُ أو تشفي،
حتى أثناء انشغالها برؤى مختلفة،
أطلبُ منها العون.
وكلّما حالفنا الحظ
على الظهور معاً،
كلّ في مرآة الآخر،
ندرسُ ونتوسّلُ مبعوثينا
خلف محطات الديمومة،
وتهربُ منّي الكلمات.
مسمّرةً في مكانها، يمكنها
أن تندمَ وتتأقلمَ مع تبعات
غضب سكّير ثمل،
فأتراجعُ مثل نهرٍ كسولٍ يبهجُهُ
أن يغسلَ ويلمسَ الجرحَ الذي
تركتهُ الوردةُ الثالثةُ
التي تشتعلُ الآن وتتفتّحُ بين ذراعيها.
سأمضي قُدُماً وأفعلُ ذلك
من دون إشارة أو تلميح
بأنكِ قبلتِ رفقتي،
عزيزتي إميلي.
تشخيص اسم
كوخُنا المخروطي الشّكل
يعيدُ توجيهَ الثلجِ الهاطلِ.
فوقنا، عبر كوة السّقف الطارئة،
يتجمّدُ النسرُ المراهقُ
أثناء طيرانِهِ العاصفِ
ليحدّقَ في مأوانا داخل الغابة.
ولأنه يبزّنا تحديقاً،
نزيحُ عيونَنا،
لكنّه ما يفتأ يذكّرنا بحضورِهِ
عبر الظلّ المتحرّكِ لجناحيهِ
التعليقات
0 التعليقات
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads