خطبة في العشيرة__شعر: عماد غزالي
أنا الحاكمُ المُنتخب
وأنتم جماهيرُ لم ينتخبها أحد
وهذا بلد
قبعنا بقعرِ الزنازنِ فيه
تعبنا
إلى أن سكنَّا القصورَ
ويستكثرون علينا المدد.
■ ■ ■
أنا الحاكمُ المنتخب
وهذا يؤهلنى لامتلاكِ الحقيقةِ
وحدى
ومن كان مثلى على النهجِ
يُحرز بعضا من الأنصبة
معى عُصبتى
وولاتى هنا وهناك
وكلهمو قد تدرّج فى التجربة
وصان الوصايا
تنفسها فى الهواء
تجرعها فى الطعام وفى الأشربة
ورددها فى المنافى
وفى جنبات السجون
إلى أن توحّد بالمطلقاتِ
وأقبل يسعى لخير الملأ
ويستكثرون علينا الكلأ
■ ■ ■
أنا الحاكمُ المنتخب
معارضتى مرجِفون وقلّة
وأنتم ملايينُ ممن يؤيدنى
تدركون بأنهمو بين «فلٍّ» و«فلّة»
وأنهمو ينكرون الثوابتَ
بل يرفعون الشعاراتِ:
لا.. للشريعةِ
لا.. للهويةِ
لا.. للقرون التى شهدت صولةَ الأولين
وضوءَ الأهلة
ويستكثرون علينا التجلة
■ ■ ■
أنا الحاكمُ المنتخب
يقولون لا.. للخرافة
فهل كان حدُّ السيوف خرافة؟
وهل كان قصرُ الخلافةِ وهْما
وحلمُ الخلافة؟
سأثبت أنهمو فى ضلالٍ
وأن الزمانَ يعودُ لسيرته
فى انعطافة
وأنهمو بين لجلجةِ الخلطِ
لا يبصرون الأبالجَ من قومنا
يقبضون على الحق كالجمرِ
حتى يسودَ الرجالُ ببأسٍ
فإن لم يكن بأسُهم كافيا
فببعضِ الجلافة
حتى تعودَ النساءُ إلى سُرُرٍ من حريرٍ
يمتّعن أزواجهنّ بصدقٍ
يقبّلن أرجلهم بامتنانٍ على نعمةِ العيشِ
يخلعْنَ بُردَ الصلافة
ويلبسنَ حَلْى الرهافة
ويعتدلَ الكونُ بعد انقلابٍ
ونمحو اختلافه
■ ■ ■
أنا الحاكمُ المنتخب
تتوحدُ كلُّ الرؤى
فى اليقينِ الذى أتملّكُ
والدربُ أسلكُهُ
يتسلّكُ
لا تزعجونى برأىٍ مُخالفْ
ولا تفسدوا فرحتى بالتمكّنِ
خيرُ المقولاتِ ما قال سالِفْ
وفى وحدة الرأى تعنو المشارفْ
وينفتحُ الأفقُ عن مشرقٍ.. كالجديدِ
ولكنهُ كالقديم: رؤًى ومعارفْ
وأنتم تجلُّون ما تحفظونَ
وتستقتلونَ
ليرجعَ ماضيكمو المتآلفْ
فلا تسمحوا
للذين شتاتُ عقولهمو
سوف يوردنا للمحاتفْ
بأن يُفسدوا لحظةً لليقينِ
وإن كنتمو قاعدينَ
فلا ترحموا أىَّ واقفْ
ولا تدعوا الغىَّ يقصمُنا
فى الطريق إلى نصرنا إن زحفنا
وإن لم...
فوقتٌ سيأتى لزحفٍ وزاحفْ
فالسيادةُ فى فهمنا
والكمالاتُ فى دربنا
والمُعارض فينا عدوٌّ
فمن ذا يجازف؟
أنا الحاكمُ المنتخب.
