يؤدونَ الخدمةَ العسكريةَ
تقابلهم في السياراتِ ، رؤوسهم محلوقةٌ ، والتراب يسقطُ من نظراتِهم .
دقائق وينامونَ على أكتافِ بعضهم
لكنَّ العيونَ تَظَلُّ مثلَ بندولِ الساعةِ .
يرتعدونَ من الشرطةِ العسكريةِ ، ويحكونَ
كيف أوقفَ الضابطُ المسافةَ
وقال " يبدو عليكم عدمَ الطيبةِ
يـا ملاعينُ يا كَفـَرة "
ثم كَرِهَهُم في وجوهِهم .
مع أنهم ، والشهادة لله ، كانوا يلبسونَ " الباريه "
والخياطة من أثَرِ " تقييفِ " الملابسِ لا تُلِّوحُ للمارةِ في الأعيادِ و " البيادةُ " مُلمَّعةٌ ، يبانُ فيها الطريق .
تكتشف وهم نازلون ،
أنَّ الأخضرَ الثرثار ، جعلهم أخوةً وأصحاب .
يصمتون فجأةً ، بعد مَصِّ السحاباتِ القانيةِ ، الصديقةِ ..
الأول يتذكر حبيبته .
هي ليست غريبة ، هي ابنة العَظْمِ واللحمِ .
سيأخذها العابرُ
وتعود تلبسُ كحلاً نَفَّاذاً ،
و كل هذا البريق ..
( الفقرُ صديقٌ ، يختارُ أحباءَهُ بدقةٍ ، لأنهُ طيِّبٌ )
الثاني ، يعترفُ لنفسهِ أنهُ لم يعد يثور ..
شتَمَهُ المُقَدِّم كثيراً ، لكنهُ سَبَّ " المؤهلاتِ " أيضاً ..
( هي حياةٌ أم أكثر)
إذا كان في جَيْبِ أحدهم نقوداً
يسرعُ ويضعها في عَيْنِ الظروفِ
وصَدرِها ..
لكنهم ..
لن يعطوا الشحاذينَ
المُلَوَّنينَ ،
ولو بعدَ حين ..................
الحنينُ لا يقع من السقفِ
مجردُ تَسَمُّعي صوتَ الرعدِ ، وهو يحاصرُ الكابوسَ ..... قد يثيرُ بلداً من الريبةِ
إذا تمَّ استدعاءُ الذي انتحرَ ، لمجرد رغبةٍ مُلِحَّةٍ في شمِ ورودِ النورِ .
قريبي ساذجٌ بجد
ويليقُ على طيورهِ وأنهارهِ ، وروحُهُ تشبهُ زحمَةَ قبرهِ كلَ مساءٍ ......
سَأضحكُ أيضاً على النافذةِ ،
خبَّأت تاريخها خلفَ الصدأِ و انتظرَت أن يَنبُتَ لظلِّها
شجرة ...........
في ليالٍ مثلَ هذهِ ، أنا أكشفُ الأمورَ ..
أرمي عليها من لُهاثي وعَظْمِي .. فيتقشَّرَ الزمنُ ،
و تعودُ مجلوةً ..
أنا العَرَّافُ الشريفُ ، لا أخفي شيئاً عن أحدٍ ،
لهذا أُسجِّلُ : أنَّ محاورةَ الرعدِ أحلى كثيراً
من تمشيط عَنَاءِ الساحراتِ والبومِ ..
وأن الصمتَ
ثرثارٌ كبيرٌ ..،
ولا
يُشْبِهُكِ .....