الرئيسية » » (صـلاةٌ لإلـهٍ يـشخـُر) | نجيب جورج عوض

(صـلاةٌ لإلـهٍ يـشخـُر) | نجيب جورج عوض

Written By هشام الصباحي on الأحد، 30 أبريل 2017 | أبريل 30, 2017

نجيب جورج عوض



تـظنُها تطفحُ  الدفءَ 
مدخنةُ دارنِـا التي 
يُغطيّها السوادُ ليلَ نهار.
كانت أمّي تطعمَ أفكارَنا للنارِ
قـبلَ أن تهربَ من شُروخِ الحائطِ
وكنّا نجلسُ عندَ البابِ
نرتجفُ, 
لا منَ البردِ 
بَـل منَ الخوف.
/ /

كانتِ الخطبُ الـقوميةَ
عبرَ السنينِ 
تطفحُ في الشوارعِ،
وكان الصمتُ اللاذعُ يكتمُ الأنفاسَ
في الأزقّـةِ الضيّقَـة.
كنّا نثـرثرُ بأكفِّـنا الملتهبةِ 
من كثرةِ التَصفيقِ
ونفاخرُ بالـقَملِ 
يسكنُ فرواتِ رؤوسِنا
كأنها برغمِ السكوتِ
ترتـعُ بالأفكار.
/ /

كنّـا نحاولُ أن نكونَ
قـدرَ المستطاعِ
أقــلَّ مـِمَّا 
نستطيعُ أن نَكون.
وكانَ الجنونُ في هذهِ الحـالةِ
أقــلَّ 
مـا
يُمـكِن.
/ /

لم نضيـّعِ العمرَ هباءً
بَــل, كـأمـّةٍ صـالحةٍ
استَــثمرنا الوقـتَ
نمـجُّ الأركيلةَ
ونلعبُ الطاولةَ
في المَـقاهي الـشَعبيـَّة,
نسمعُ نشـرةَ الأخـبارِ
ونلـعنُ أعداءَنا 
ليـومِ الديـن.
/ /

أهنـاكَ براءةٌ 
أكثـرَ من أنــَّنا 
انجرَفـنا إلى العصرِ الحديثِ
دونَ أن نَنـتبِه,
وأننا لم نـعرفِ الحريةَ 
حينَ تحدَّثـوا عَنها 
على التِــلفَازِ,
وبالكادِ لاحَـظنا أنَّـه لم يَعُـدْ
في قـبضةِ الخُطباءِ 
مطرقـةٌ ومِنـجَل؟
/ /

ما لـنا إلا أنْ نطلبَ
عـفوكَ أيُّـها التاريخُ، 
الذي يَرشِفُ الـشايَ 
مُستعجلاً النـهوضَ
قبلَ حلولِ العصرِ,
لنْ نرحـلَ معـكَ 
إلى الـقرونِ الآتية.
حـانَ 
وقـتُ 
اـلذهابِ 
إلى 
الصَلاةْ.
/ /

بوركـَتْ أمـةٌ 
من كثـرةِ 
ما اتــّكلتْ على الرحـمنِ
صـارَ
يَـشخُرْ.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads