عينان تلمعان .. ومستقبل أسود يلوح من بعيد
..
على المنضدة الكتب المتفرقة : كتب عن النوم المتقطع
وكتب عن التخت الخشبية في فصول التلاميذ
وأنا داخل المثلث الشمسي ، لا أقتنع بأي شىء
الشوارع غامضة ، والدكانة التي على الناصية غامضة ،
ولا أعرف : هل "ميندل" هو عالم الجينات والوراثة ، أم أنه مجرد شخص حائر واقف على محطة المترو الفارغة ؟
.
أحيانا يكون الوجه مدخلاً لأعماق الناس
وأحياناً يكون صفحة جامدة مغلقة ،
وأينما يكون الإنسان : على شاطئ من شواطئ البحار الجنوبية
أو أحد المارة العفويين في ميدان السبتية
فهو ليس إلا مجموعة رغبات ،
يظل يجرب ، ويحاول ، مرات ومرات
يغير وضع الحجارة "الطُرْش"في الجهاز
ولكنه لايعمل
هو الإنسان :
يغرق في مذكرات الحياة العاطفية والجسدية لامرأة
وينظر بحدة من النافذة ، ولا شىء سوى مجموعة سيارات تعوي .
.
وضعنا في الطفولة "وش" العفريت على وجوهنا ، ولبسنا النظارات الملونة المبالغ في أحجامها ، نحن البشر : كل منا يحمل عاصفة في جسده
نحن البشر رائعون وذووا قدرات هائلة :
ننظر في مرآة السيارة الجانبية المحطمة
ولانخبر صاحب السيارة ، نحن البشر العظماء
تطاردنا الهلاوس ، فنمسك بتذكرة المترو المغناطيسية
ندسها في الماكينة ، ونتجه لعربة المترو يائسين .
.
كان مغني أمريكا اللاتينية
يصدح خلف القيثارة ، وأنا أرتكن بكوعيّ
على المنضدة وقد جرفتني مشاغل الحياة ،
وعلى امتداد الشارع : عشرات من عربات التكتك
تطلق كلاكساتها القصيرة المتتابعة
مثل عواء القطط .