الرئيسية » » وهم الوصول | حسين حبش

وهم الوصول | حسين حبش

Written By هشام الصباحي on الخميس، 7 يوليو 2016 | يوليو 07, 2016

وهم الوصول
طوبى للذين لا يصلون إلى أي شيء، طوبى للخاسرين دوماً

تَركوا أوطَانَهم وحَمَلوا أوهَامَهم الكثيرة
وذكرَياتهم المُؤلمَة كعبءٍ ثقيل.
لوَّحوا للغيابِ بمناديلهم التي ذابتْ من لوعَة التلويح.
غافلوا الموتَ وجَازفوا في غفلته كثيراً
رفعوا على أكتَافهم ما تبقَّى من غزلانِ الأمل
وأداروا وجوهَهم نحوَ بلادٍ لنْ يصِلوها أبداً!
سَاروا طويلاً
سَاروا، حتى طالتْ لحية المَسير من تحت أقدامهم.
لم يقلْ أحد منهم، لقد تَعبنا، لنأخذَ قسطاً من التَّأمل!
ضَلُّوا الوصُول وأيقنوا أنَّ لا حلَّ ولا أملَ ولا دليلَ يَقيهِم من غَائلة الضياع.
جلسوا في رهبة التِّيه وسَردوا حكاياتهم الحزينة على مَسَامع الجبال، حتَّى ذعُرتْ!
رقدوا من الإعياء في قلب الإعياء ولم يستيقظوا
لكنَّهم من خلال الكَوَابيس كانوا يُتابعونَ آمالَ الطريق،
الطريق التي أكلتْ أحلامَهم وابتزَّتْ رُكَبَهُم كثيراً، حتَّى أُهينتْ.
مَاتوا، تاركينَ على صُدورهم المُخرَّمة صُوَر أطفالهم الذَّاهلة
وبقايا أحلامٍ قديمة كانت تُراود خَيَالهم كَوَهمٍ أبدي.

حسين حبش


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads