ظلالةٌ هبطتْ رويداً رويداً من السماء
أمسكتْ بأصابع يدٍ رأسي
يدٍ عَشَتْ رؤيتُها على حالمٍ
حملَتْني وحلَّقتْ بي في الفضاء
كان موعدُ صلاةِ الفجر .
هناك قرب حصىً سماويٍّ يشبه الحلمات
سمعتُ ترتيلها
تصلّي جهرا .
_ لا تنظرْ ... أوحيَ إلي
اكتفِ بالسمع .
وضعني أمام سجّادتها
كانت تغنّي للسماء ...
(من يعرفُ سرَّ الماءِ الأوَّلِ .. في شفتيَّ
وكيف تكوَّنَ طينٌ ، وتشكَّلَ مجرى من قطرةِ نهدْ ؟.)
السماوات طباقا تتباعدُ ، تتمايل نشوة
النجوم تتربّع أرجلها ، تحني ظهورها وتستقيم
كتلاميذ الكتاتيب .
شجرةٌ جذورُها في هواء الغيب
تدلّت أغصانُها بثمارٍ من أحرف بيضٍ
لغةً للشهوة .
_ إقرأْ ..
_ رسولُك صلصالٌ مخضلٌ
هيكلٌ في ترائب نبعة .
كتابُك سُرَّة حوّاء ،
باسمها ملأنا جوفك .
ساد السكون ، لم يعدْ لغنائها صوت
آنها التفتُّ إلى وجهها
لم تكن امرأة ، التي سمعت نشيدها الرحميّ
كان ظلالة ،
أوحي في سرّي: كان الله
كانت الروح ، وأوحي إليّ ... وأوحي ..
ثم احتملتني من رأسي تلك اليد بأصابعها
وحلَّقتْ بي فوق بيتٍ عتيق
ظننتُ أنني مدعوٌّ إلى الحجّ
كانت دارنا سوداء من البلل ،
في تلك القرية المتلفّعة بعباءة العطش .
أفلتتني أصابعُ اليد
لأهبطَ كالدمعة على خدِّ من يبكي في نومه
لأدركَ الفجر .
ما زالت آثارُ الأصابع على رأسي
وكل من ينظر إليَّ كنت أخالُه
يشعرُ بآثار شعوريَ الأبديّ .
***
شاهر خضرة