كما كانت الشعوب البدائية تقدم للنيل أجمل عذراء كل صباح | |
لتفادي غضبه على الصيادين والمزارعين | |
أريد كل صباح أجمل وطن لتفادي غضبي وثورتي | |
ثم، الخمر المعتق، محارات الشواطئ، أسماك الجنس، عروق | |
المرجان، زبيب التسلية، النسيم العليل، نابات الرعاة، أجراس | |
القطعان، وتعب المساء، ونشاط الفجر، وصلوات المحن، وأدعية | |
المأزق، هي نفقاتي السرية أبعثرها يميناً وشمالاً وعلى من أريد. | |
* | |
ثم المطر.. الضباب، والأشباح مرافقة دائمة لموكبي، | |
والرعد والبرق فتوة الغيوم الشعبية فوق رأسي، | |
والشمس والقمر والنجوم كبار القوم أهل الرأي فيها. | |
* | |
ثم شروطي للإقامة في أي وطن | |
أن تتغير حدوده يومياً وعلناً كثياب العرس أو الاستحمام | |
وأن تعاد كتابة تاريخه بحيث يكون لآبائي وأجدادي اليد | |
الطولى في البطولات والإنجازات. | |
وأن تدفن النفايات النووية بكل خشوع وإجلال على الطريقة | |
الإسلامية وبمرافقة وتلاوة أشهر المقرئين والمنشدين. | |
أن يعاد الاعتبار لكل تلميذ أو طالب كان ترتيبه الأخير في صفه | |
وتتدفق الوفود إلى دار ذويه للتهنئة والمباركة، والأكثر غباء يوفد | |
لمتابعة الدراسة والتحصيل العلمي على نفقة الدولة. | |
* | |
وتحسباً لأي هجوم على أي خط دفاعي في الليل | |
يضاء هذا الخط بالمصابيح والشموع كالكنائس في عيد الميلاد | |
وأن يصافح المبدعون في أي مجال بالأرجل لا بالأيدي | |
ويطردون من ديارهم وتصادر أملاكهم ويجردون من جنسياتهم. | |
* | |
أعرف أنها شروط تعجيزية... | |
ولكن لتعرفوا أية شروط تفرضها عليّ القصيدة قبل كتابتها على | |
صفحاتي المفروشة بالورود والدموع والتوسلات. |
الرئيسية »
محمد الماغوط
» شريعة الغاب | محمد الماغوط
شريعة الغاب | محمد الماغوط
Written By تروس on الاثنين، 25 أبريل 2016 | أبريل 25, 2016
0 التعليقات