الرئيسية » » كون خفيف | فردوس عبد الرحمن

كون خفيف | فردوس عبد الرحمن

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 25 أبريل 2016 | أبريل 25, 2016

كون خفيف

 من مكان منسي قديم، مكان ليس له باب ولا جدران ولا سقف ولا درج أنا أتيت.. لذا مضغت هواءً كثيرًا وانتفخت بطني وتضخمت رئتاي ثم طارت رأسي، أشعر بطراوة تحت مقعدتي، ببرودة خفيفة وكأنني جالسة على نسيم، أأكون جئت من الهواء كي أقعد على هواء؟
 جئت هنا بالنسيان ثم محوته كي أستدعي الهواء كله، الشهيق كله والزفير، الصرخات، الذبذبات الصوتية، برج الإرسال، ريش العصافير، والحشرات الطائرة
.. كون خفيف، أفتح قصبتي الهوائية كي يملأ صوتي وينتفخ الكلام، كان ناس يفتحون قصبتهم الهوائية فتنفش أصواتهم وتعلق بكون خفيف، كون بلا باب ولا جدران ولا سقف ولا درج، من مكان منسي قديم، من النسيان الناصع والذاكرة البعيدة أنا أتيت.
أرفرف لا لأن هواءً كثيرًا سيدخل وأصواتًا منفوشة ونقاط دموع بل لأكتب قصيدة، أعرف على الأقل من النافذة المفتوحة أن غبارًا يعبر أمامي أبحث فيه عن عين ألقفها أو يد أبقيها أو حتى شعر رأس، غبار يعبر أمامي وأنا أبحث عن أعضاء تكملني.
حقيقة أنا أرتعش، كون خفيف عابر أخذ بعضي وأرتعش، كيف ألحق بنفسي تأخرت، أنا تأخرت وأرتعش الآن، 
أجلس على حافة النافذة منتظرة بقيتي، كون خفيف أخذ بعضي ورماه في الفضاء، في الهوة التي فوق، أنا لا أحب الهوة لكن بعضي هناك وككل المنتظرين أحلم بأشجار وبيوت واطئة ودجاج تحت قدميّ، بعضي فوق وأحلم بقدمين بينهما دجاج.. لذلك أرتعش، ناس ماتوا قبل أن يلقفوا بقيتهم ويسير بين أقدامهم دجاج.
أجلس على حافة النافذة وبيت واطئ في خيالي الشعري أقعد فيه وأنتظر، لذلك من الممكن أن أموت هنا على الحافة قبل أن ألقف بقيتي ويسير دجاج بين قدميّ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads