الرئيسية » , » بثينة العيسى: ما الذي تفعله بعد الانتهاء من روايتك؟

بثينة العيسى: ما الذي تفعله بعد الانتهاء من روايتك؟

Written By تروس on الخميس، 14 أبريل 2016 | أبريل 14, 2016

بثينة العيسى: ما الذي تفعله بعد الانتهاء من روايتك؟ 
لا تتعلق عاطفيًا بعملك إلى الحد الذي يمنعك من تجويده.

هناك عددٌ لا نهائيّ من الأشياء التي يمكنك فعلها، عزيزي الكاتب، بعد الانتهاء من كتابة روايتك. بطبيعة الحال، فأنت الآن في مرحلة فراغ كتابي، ومسودتك تنتظر النشر. ويمكنك العودة إلى الهوايات التي أهملتها، والعلاقات التي ابتعدت عنها، وجميع مشاريعك المؤجلة.

ولكن الأمر ليس كذلك تمامًا، وإذا كان ثمة نصائح أستطيع إسداءها بهذا الخصوص، فهي هذه:

1) اترك مسودتك لـ “تختمر وتلين” على حدّ تعبير ستيفن كينغ. اتركها لستة أسابيع على الأقل، حتى تعود إليها بعينٍ جديدة، وتتمكن من قراءة العمل وكأنّه لكاتبٍ آخر. عدد “الأخطاء الفنية” الذي ستجده في العمل سيفاجئك. قبل شهرٍ ونصف فقط كنت تعتقد بأن كتابك جاهز، وليس ثمة ما يمكن إضافته أو حذفه، ولكن هذا غير صحيح.

2) أعطِ مسودّتك لخمسة على الأقل، يكونون من أولئك الذين تثق بأنهم لن يجاملوك في حال أخفقت. حاول بقدر المستطاع أن يكونوا متنوّعين في زوايا نظرهم. الشعراء قرّاء ممتازون، وآراءهم الانطباعية مهمة. هناك أيضًا الروائي الزميل الذي سيناقشك في فنيات عملك وطرائق الكتابة حتى تبدأ في لطم خديك وشقّ ثيابك. القارئ العادي، الذي يفضل المسلسلات على الكتب، مهم جدًا، فهو سيخبرك إن كانت المتعة التي توفرها روايتك تنافس متعة السينما والتلفزيون. وهو عادة ما يلفت نظرك إلى أمور بدهية لم تكن لتنتبه لها بعينك “الخبيرة” والمنغمسة في العمل.

3) ليست كل الآراء التي تحصدها من مرحلة المراجعة صحيحة. في النهاية، أنت صاحب السلطة التقديرية فيما يتعلق بمتطلبات عملك. أمرٌ واحد تحقق منه، أن ما يمنعك من التعديل هو اختلافك مع الرأي المقترح، وليس الكسل.

4) لا تتعلق عاطفيًا بعملك إلى الحد الذي يمنعك من تجويده. إذا كنت قد كتبت رواية فأنت على الأرجح عملت لسنة أو أكثر على هذا المشروع، وارتبطت به عاطفيًا. تأكد فقط بأن محبتك له لا تضره، بل تمنحه المزيد من تفانيك وجهدك.

5) التدقيق اللغوي، نحويًا وإملائيًا، جزء من واجبك ككاتب. لا تعتمد على براعتك الذاتية، ولا تعتمد على ناشرك ليتولى المهمة. أكثرهم يعدون ولا يفعلون.

6) لا تسقط في وهم الكمالية. من المخيف أن تعلق في فكرة أن هناك دائمًا ما يمكن فعله لتحسين الكتاب. يمكنك أن تبقى في هذه المرحلة طوال عمرك، دون أن تشعر في الرضا. إذن، متى تعرف بأن التعديلات التي تدخلها على العمل مهمة، ومتى تقع في وهم طلب الكمال؟ بصراحة، لا أدري. شخصيًا سوف أكتفي بمراجعة ثالثة، ووضع اللمسات الأخيرة، قبل إرسال الكتاب إلى الناشر.

* نشرت في الصدى الإماراتية.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads