تشسلاف ميلوش: ثلاث قصائد

Written By تروس on الخميس، 14 أبريل 2016 | أبريل 14, 2016


ترجمة حسونة المصباحي:
يعد البولوني تشسلاف ميولش (1911-2004) واحدا من أهم شعراء العالم في القرن العشرين.وهو يعرف رؤيته للشعر قائلا:”أنا أبحث عن الشعر الموضوعي في أي مكان يمكنني أن أجده فيه.لكن للأسف أنا لا أكتشفه الاّ لدى القليل من شعراء عصري-بل أنا أجده بالأحرى لدى الشعراء القدماء الصينيين وشعارء الزان اليابانيين .وأنا لا أخفي أن الفيلسوف الذي دفعني في هذا الإتجاه كان شوبنهاور الذي كان يرى أن الطبيعة الميتة في لوحات الفنانين الهولنديين هي المثال الأعلى للفن الموضوعي".هنا ترجمة لثلاث قصائد لميلوش مستوحاة من لوحات رسامين بريطانيين،وفرنسيّ .




1:كونستابل

(جون كونستابل 1776-1837- اللوحة:فتيان :والتون -مولان دو ستراندفورد)

الحقيقة أن النهر بائس الى حد ما

أكثر مياه تحت سدّ الطاحونة،

كاف فقط لكي يغري الفتيان الصغار .خيوط

صنّارات الصيد مُرْتَجلة :غصن وليس عكازا

في يدي من هو واقف.الآخرون يثابرون ،

وعيونهم على عوّامات الخشب.وبعيدا ،في مركب،

الأطفال ألأقل سنّا.لو كان أزرق فقط

هذا الماء ،غير أن سحب أنجلترا ،

المنفوشة كما هي العادة تنبئ بالمطر

والإضاءه لها لون الرصاص

يمكن أن يكون ذلك رومانسيا أو رائعا

لكن ليس بالنسبة لهم.بإمكاننا أن نحدس

سراويلهم القصيرة وقمصانهم المُرَقّعة

مثل حلم هروبهم من القرية .

لكن فليكن الأمر على هذه الصورة.نحن نعترف بالحق

في تغيير ما هو واقعي عليه يطغى الحزن

ليصبح على اللوحة ،مادّتها

الهواء .عدم آستقراره ،قفزاته،

كتل السحب ،شعاع تائه .

لا وعد مطلقا بعدن.من الذي يرغب في أن يسكن هنا؟

لنحيّي الرسام الذي ،وفيّا لتقلبات الطقس،خيّر أن يبقى معها.

 


2:تورنر

(ج.م.تورنر-اللوحة:قصر سان-ميشال ،بونفيل،سافوا-1803 )

سباق سحب ما وراء الجبال.

وهنا طريق في الشمس،وظلال مستطيلة،

ألوانه داكنة حارة مثل برج

القصر الذي يرتفع عموديّا

من ناحية اليمين المظلل ، خلف الأشجار.

قصر ثان بعيدا على المرتفع

المبيّض الدقيق ،فوق المنحدر المشجّر

ينزل بآتجاه طريق وادي الضيعة الصغيرة

مع قطيع أغنامه،ووأشجار حوره،،قصر

ثالث ،أو برج كنيسة ر ومانية.

والأهم:فلاّحة بتنّورة

حمراء،وصدار أسود،وقميص أبيض

تحمل شيئا الى(غسيلا الى النهر؟)

نحن لا نتبيّن الوجه،نقطة منه بالكاد.

لكنها مرت من هناك،ورآها الرسام،

وظلت للأبد ،فقط لكي

يتحقق ما هو خاص به ،

بالنسبة له وحده آكتشاف آنسجام

صدئ-أزرق-أصفر

 


 
 

كورنو
 

(جان-باتيست -كاميّ كورنو-1796-1875-اللوحة :ميناء مدينة لاروشال)

آسمه:إشراق.كل ما يعيشه

يحمله إليه بتواضع،يهديه

طويته الداخلية من دون أمواج،هدوءه

مثل نهر في أدخنة الفجر ،

مثل الصّدف في المحارة السوداء .

هكذا هو الميناء،في الظهيرة،

مع الأشرعة النائمة،وحرارة النهار، ونحن ربما أثقلنا النبيذ ،

فتحنا أقمصتنا ، وهو خفيفا

آكتشف الضياء تحت حفلة اللحظة.

أشباح صغيرة ستصبح واقعية :

ثلاث نساء هنا،ورجل يدفع برميله،

والخيول صبورة في الطوق .كان هنا،

آنطلاقا من لوحته

هو آستند اليها ،وناداها ،وخطفها

من الأرض البائسة للشقاء والمرارة

في البلاد الملمّعة بالطيبة .
 



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads