أمّي ولوركا
أمّي لا تعرف لوركا ولا الخنساء ولا حتّى درويش. مرّة ظنّت درويش مديري الجديد
في العمل.
ومرّة سألت بأيّ لهجة يُغنّي.
هي تعتقدُ وتؤمن أنّ الأدب كلّ الأدب كلام فاضي ولا معنى له.
في قمّة غضبها تصفه بالعهر. كلّ نصّ مكتوب لا يعني لها شيئا سوى مستنداتها
الطبيّة. تكوّمها على الطاولة بانتظار من يقرأها لها. لا تطربها هذه الأوراق
الخالية من البلاغة. لا تقول بعدها: الله الله.
أحيانا تُتمتم " الله بلاني بدكتورة حمارة ما تعرف وين الله حاطها"
هي لا
تعرف أنّها تمارس نوعا من أنواع النقد ما بعد الحداثيّ.