الرئيسية » » أربع أغنيات للحب | حسن طلب

أربع أغنيات للحب | حسن طلب

Written By تروس on الثلاثاء، 16 فبراير 2016 | فبراير 16, 2016

أربع أغنيات للحب
***********
(1)
جمْــرٌ على كَبـِـدِ
عيْناكِ؟ أم أزَلانِ فى أبـَــدِ!
شَفتــــاكِ؟أم هاتانِ فاكِهتانِ من زَبــــدِ!
ويـــــداك؟أم هاتان مِروحتانِ أخلاقيَّتانِ!
وشمسُ عُريِـكِ تحتمى بالغيمِ؟
أم معشوقةٌ قــد حوصِــرتْ.. فتحصَّـــنتْ برموزِ عاشــــــقِها
وغلائلِ الـــــزَّرَدِ!
وأنـــتِ؟ أم الجمــــالُ الحرُّ حوَّرَ نفسَـــهُ
فانحـــــــلَّ حتى حـــــلَّ فى جســــدِ!
وظلُّكِ؟ أم خيوطٌ من ظــــــلامِ الضوءِ
شــــــدَّتنى بحبــلٍ ليس من مَسَــــدِ!
(2)
جـــمرٌ على كبِــدِ
نحن اكتفينا من رحيقِ الحــــبِّ بالثَّمَــــــــدِ!
فلقـد أتينا فى زمانٍ شائهٍ نكِــــــــــدِ!
وصفا الغرامُ لنا.. فأصبحنا كأنا وحدنا
لا خـــــــــــــوفَ من عـذْلٍ.. ومن حسَـــدِ!
فكما يشـــاءُ الحبُّ نقضِى ليلَنا
ولنا المديـنةُ كلُّـــــها
نشدو على أطلالِها.. نغشَى بَواديــــها
ونمــــــرحُ فى خرائبِها
ونـــرثى نهرَها.. ســـكانَها.. أشــــجارَها
نبكى لمصـــــرَعِ طائرٍ غــرِدِ!
***
ونعودُ نمـــرحُ مثلما كُنا
فكيف إذا الطَّـــــغامُ– بقضِّـــها وقضيضِــــها–
طفِقـــــتْ غـداةَ غـــدِ
كالســــيلِ تسعَى فى مناكبِها!
وكــان علا القَـــتامُ.. طغَـــى الرَّغـــامُ..
فســــــدَّ وجهَ الشـــمسِ!
ثم مضَى الزِّحــــامُ بنا
فصـــرنا محضَ معــدوديْنِ.. فى عـــدَدِ!
(3)
جــــمرٌ على كــــبِدِ
كيف اتحــدْنا فى تــرابٍ غير متَّــــحدِ!
كيف اختـــــــــرعنا حيـــلةً.. وبها خـــدعنا الآخرينَ..
لكى نظـــلَّ هنا على قــيدِ الحيــــاةِ.. 
وليس غيرَ الحــــبِّ من مَـــددِ!
كيف استـــدلَّ على خياليْــنا– هنا فى هذه الأنقـــاضِ–
حُـــــــــلم معــجِزٌ؟
وحَـــنا علينا حيِّـــزٌ متـــميزٌ فى ذلك البـــلدِ!
كيف استـــطعنا أن نعيــــــــــشَ بهِ.. ونبقَى ســاـلميْنِ من الأذَى!
كيف اســــــــــتطعنا هــكذا
أن نطمـــئنَّ إلى الهوَى ونسيرَ مغـــتبطيْنِ تحت لوائِهِ :
رأسًــــا على كتِـــفٍ .. يدًا مشــمولةً بيَــدِ!
بل كيف أمكننا بلا عـــوْنٍ.. ولا ســـنَدِ
أن نعــــــبُرَ الرؤيا.. ونحــلمَ أن نحققَــها
وجيـــــــــــشُ الواعظِينَ يطـــــاردُ العشــاقَ!
كيف تُرى تجـــــــاسرْنا وسِـــرْنا
والعســــاكرُ تحرسُ الآفاقَ..
والرُّقبـــاءُ فى صـــدَدِ!
أم كيف أبحـــرْنا إلى الشـــطِّ المقابلِ..
والهواءُ يهــب عكس عواطفِ البسطـــاءِ..
عكــسَ المصنعِ الوطنىِّ.. والشـهداءِ
والأمـــــــواجُ كالعَــــــــــمَدِ!
وبأىِّ مُعـــجزةٍ توسَّـــلْنا؟
تُـــرَى أنَّى تَســـنَّى
كلُّ هـــذا الصـــبرِ.. والجـــلَدِ!
(4)
جمــــر على كـــبِدِ
كيف التقيـــنا دونَما وعــدٍ
وصرنا اثنيْنِ فى أحَــــدِ!
بل كيف أفلتْنا من الهـــولِ الكبيرِ.. وصادفـتْنا أيْـــكةٌ
قـــلنا سنـــهجَعُ تحتــها لهنيْـــهَةٍ
حتى يصحَّ الجســـمُ من ســـقَمٍ
وتُشــــفَى الرُّوحُ من تَبريـــحَةٍ.. والعينُ من رمَـــدِ!
***
ثــم افترقـــنا.. دون أن نَـــحظَى
بما يســـترجعُ الأحـــلامَ من تأويــلِها
أو يـــحفظُ الذكرَى من البَـــدَدِ!
**********************
من ديوان: (مواقف أبى على وديوان رسائله وبعض أغانيه).

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads