الرئيسية » , , , , , , , , » جريجوري أور... وإيمان راسخ بالكلمة حسن حجازي /مصر ( 1947) Gregory Orr

جريجوري أور... وإيمان راسخ بالكلمة حسن حجازي /مصر ( 1947) Gregory Orr

Written By تروس on الأحد، 7 فبراير 2016 | فبراير 07, 2016


جريجوري أور... وإيمان راسخ بالكلمة حسن حجازي /مصر ( 1947) Gregory Orr



شاعر أمريكي معاصر, ناقد , مترجم , مُحاضر , ولد في ألاباني , نيويورك , الولايات المتحدة الأمريكية , ترعرع في هاديسون فالي الخصيبة , قضى قرابة العام في أحد مستشفيات ( هايتي ) ليتلقى علاجا نفسيا مكثفاً عندما كان في الحادية عشر من عمره , بعدما قتل شقيقه برصاصة طائشة عن طريق الخطأ . حصل على البكالرويوس في الآداب عام 1969 و درجة الماجستير في الآداب  من جامعة كولومبيا عام   1972, , له العديد من المجموعات الشعرية المُميزة  منها : - يا لجمال الحبيب 2009م , - وبخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب 2005م , - البومة الحبيسة 2002م, - مدينة الملح 1995 م , -  أورفيوس ويوريديس 2001م - البيت الأحمر ,  - جمع العظام معاً 1975م , -  إحراق الأعشاش الفارغة 1973م- وهو أيضاً مؤلف لدراسات  نثرية متميزة منها  : الرحمة / الإبتهال , وثلاثة كتب  خاصة بمقالاته تتضمن : الشعر كوسيلة للخلود  والبقاء  وكتاب مقدمة للشعر . لهُ  الكثير من الدراسات والكتب النثرية الهامة , والكثير من الترجمات من اللغة الروسية والأوكرانية . حصل على الكثير من الجوائز  الأوسمة وحظي بأكثر من تكريم والعديد من درجات الزمالة والمنح وتم مكافأته في الأداب من قبل الأكاديمية الأمريكية  للفن والأدب . و كذلك من قِبل ولاية فريجينيا  والكثير من الهيئات والمؤسسات العريقة . فهو أستاذ للأدب في جامعة فريجينيا , حيث يعمل ويقوم بالتدريس من عام 1975 بالإضافة لكونهِ مؤسس لبرنامجها الرائد في الكتابة الإبداعية . يشغل حالياً مديراً   لقسم  الكتابة الإبداعية في جامعة فريجينيا , حيث يعمل ويعيش مع زوجته الرسامة تريشا أور وابنتيه . عمل أيضاً  كرئيس للتحرير لنشرة فريجينيا الأدبية من 1978حتى 2003 .

يُعتبر جريجوري أور على نطاقٍ واسع  بأنه  أستاذ  ونابغة في الشعر الحر الغنائي  القصير . فالكثير من أعماله الأولى , أي تلك التي كتبها في البدايات ,  تناول فيها  الأحداث الطائشة من طفولته المبكرة , متضمنة حادثة صيد عندما كان في الحادية عشر من عمره عندما  قام باطلاق النار من غير قصد  وأصاب  أخيه  الأصغر وأرداهُ   قتيلاً , وتلاه بعد فترة قصيرة وفاة والدته المفاجيء , وأخير إدمان والده الأخير  للأمفيتامين  ووفاته . بعض من قصائده تتناول هذه الحادثة مثل قصيدة : " ابتهال "  حيث يعلن ويوضح : " كنت في الحادية عشر عندما قتلته / أحسستُ بأن عظامي تُنتزع من جسدي ." مما هو جديد بالذكر ما قالهُ في  مقدمة مقالته , "  كتابة  القصائد , : " أنا  أؤمن  بقدرة  الشعر في مواجهة  ومقاومة وعلاج الإضطراب العاطفي والنفسي والإرتباك الروحي  والأحداث المفجعة التي تحدث أثناء حياتنا اليومية ." أي إيمانه الراسخ  بقدرة الشعر خاصة والكلمة عامة على الشفاء ". وهنا أدركتُ سر اهتمامه وولعه بابن الرومي (جلال الدین الرومي ),  وكذلك أدركتُ  قصده عندما قال لي في احدى رسائله بأنهُ مغرم بابن  (عربي )   رغم أنه  ليس شاعره المفضل كما يقول ! لكم نحسد الغرب على ثقافتهم وولعهم بثقافتنا وتاريخنا ومبدعينا وهنا أدركتُ سر بداية  ت. س . اليوت لقصيدته الشهيرة " الأرض الخراب – اليباب ) بدعاء سقيا المطر ! في أحد المقالات الخاصة بكتابه : "بخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب "  من مجلة   فريجينيا  الربع سنوية , يكتب تيد جينوياز ( كاتب أمريكي معاصر ) ) عن كتاب  أور  : Ted Genoways( " بالتأكيد إن عثرات ومزالق  الحياة المعاصرة  تبدو جلية وواضحة على حافة تلك القصائد , لكن التركيز هنا بصورة جلية وواضحة يتجه نحو المُبهم الذي يتجاوز الحد _ ليس الله , لكن المحبوب , لدرجة أنه يبدو أننا ننزلق نحو زمن ٍ أقلُ  فوضى وضجيج . إنها خبرة في العادة التي  تم الإعتناء بها وتوظيفها لقراءة الكثير من إبداع القدماء من مبدعين ومفكرين   , وكانت بلا شك وبصورة  واضحة  تُشكلُ جزءً هاماً  من إلهام  (جريجوري أور)   ونبعاً  غزيراً لا ينضب لشعره وأفكاره وكتاباته وابداعه ." فقلب شعر جريجوري أور ووجدانه  , الآن وكما على الدوام , هو الخيالُ المبهم الغامض ...الصوفي , الحسي , التأملي , الطريف  والساخر . (كما تقول مجلة فرانسيسكو الأدبية  ). فبطول الكتاب  تستدعي القصائد السابحة في النشوة والخيال روح ( ابن الرومي ) في ر حلة  بحثه عن المحبوب واعتقاده وإيمانه العميق في الخصائص الشافية  للشعر, والفنِ  والجمال . "بخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب " فهو  احتفال واحتفاء روحي  بالكلمة, فهو  بمثابة  مجموعة قصائد تعتبر كسيرة ذاتية سابحة في الخيال وممزوجة بقصائد وأغنيات وجدانية كُتبت كما  أُتفق . فكل قصيدة تُسلط  الضوء على مظهر مختلف من الأحوال البشرية , ومعاً القصائد  تستكشف الحب , الضياع , الإستعادة , البعث , إعادة المفقود  والضائع , جمال العالم , جمال المحبوب , غموض الشعر وسحره . فالغرض من الكتاب وهدفه وغايته هو مساعدتنا على الحياة والإستمتاع بها أكثر واكثر والإيمان الراسخ العميق بقضية البعث والعودة للحياة مرة اخرى بعد الموت ,  وذلك بربطنا بالعالم وبحياتنا العاطفية والوجدانية والروحية و الاقتراب أكثر للطبيعة والفطرة والجمال . يقول الشاعر : "وضعتُ الحبيبَ/ في صندوقٍ خشبي ./ وأكلت  النارُ  جَسَده ؛/ والتهمت  النيرانُ  / جسدَ  الحبيبة ./ وضعتُ  الحبيبَ  في  قصيدةٍ  أوأغنية ./ طُويتها بينَ صفحتين/ من الكتاب ./ يا لجمالِ اللهيب ./ كلُ  ما فيَّ  يحترق ،/ كل ما بي في النار يشتعلْ/ وما  زلتُ  أنا كاملاً / لم  أُمَسْ."/ كما يقرر في ثبات : "ليس الضياع وحده ،/ بل ما يأتي  بعده ./ لو انتهت كلها / في ضياع ، لا يهم ما يتبقى ./ لكنكَ تستمر / والعالمُ  أيضاً يستمرْ  / تلك هي القدرة على الحياة فمن الضياع  تأتي الحياة ومن العدم  تُخلقُ الأشياء ... ولنرى هنا روعة التصوير ودقة التحديد في أهمية الكلمة والذكرى التي يبقى أثرها كما لمسناه جميعاً في شعر الرومانسيين حيث تبقى الذكرى عالقة بالذهن تستدعي أبهى واسعد الذكريات  وربما أشدها قسوة كشعر وليام وردث ورث  وجون كيتس وبيرون والكثير من الشعراء الرمانسيين   , يقول الشاعر جريجوري أور  : والكلمات ، الكلماتُ في أغنيةٍ  أو قصيدة  :/ ألم يكونا نهراً/ تجري فيه مشاعرنا / وتفيضْ ؟/ ألم يكونا  ضفافاً / لذاكَ النهرْ / وكنتَ أنتَ الفيض المتدفق ؟/ الذكريات : جمرات / الكلماتُ  تثيرهم/ واللهيبُ  يرتفع  ويتراقص / نشعرُ  ثانيةً/ بحرارتها و بدفئها ،/  نشعرُ بقوته واندفاعه ./ الحبيب ، الحبيب ،/ يلمعُ .. يشرقُ .. / يضيء  في الظلام ./

هم يحملقون في وجلْ/ في ذعرْ  / هم فَزِعون من النجوم ./ من  أثرُ  الحبيبْ–/

ولنقترب أكثر من شاعرنا وروحه وطبيعته عندما يقول : (  في مقطع من كتابه :
( يا لجمال جسد الحبيب ) :
أدخر افراحك  وأحزانك / كما لو كانوا ملابساً /
قمتَ  أنتَ   بشرائها / لكنك لم  تقمْ بارتداءها  أبداً / أنظر إلى هذا القميص الفاتح / هناك احتمال أنكَ  لمحتهُ / لكنك خفتَ  أن  تجربه ./ فالحبيبُ  ينتظرْ / لديكَ  موعدٌ  قد  اقتربْ ./ ارتدي هذا القميص/  قبلَ أن  يذبلْ / .
في 1998م لُقِب ( جريجوري أور ) بشاعر سان فرانسيسكو الأول . نجده  يقول قي تعريفه للشاعر بأنهُ : " باستمرار / دائماً يصارعُ الموت بصورة عبثية / مهما يؤديه  فوق الرؤوس / رؤوس متفرجيه / فالشاعر مثل لاعب السيرك / كالبهلوانْ / يتسلق  القوافي  إلى سلكٍ عالٍ / من ابداعه هو نفسه / . فابداع "جريجوري اور " كان دائما ما يتأثر بالمآسي التي مرت به في شبابه وصباه ( يا لجمال الحبيب ! ) , مجموعته الشعرية المتميزة بها مجموعة من القصائد الوجدانية الغنائية  القصيرة التي تتأمل وتستكشف النتائج التي تلي وتتبع وتلقي الضوء على ما يطلق عليه ويسميه : (بالحبيب )  . هذه التأملات – مثل الكلمات التي تعتبر بمثابة استجابات واضحة للخسائر والفجائع التي ألمت به في حياته وتُقدم للشاعر – والقاريء معه بالطبع  – مَعيناً لا ينضب في شكل خاص للعلاج والشفاء الذي بدأه الشاعر في 2005 بكتابه : " بخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب ". فكلمة " الحبيب " __ التي تأخذ شكل إنسان , حيوان , زهرة __ تظهر في معظم تلك القصائد  كنغمٍ  ساحرٍ  تحملُ  الكثير من الدلالات  , غالباً  كترنيمة شعرية عذبة وساحرة  تنشر سحرها وعبيرها  عبر صفحات الكتاب : " الحبيب" تشبه الى حدٍ كبير قصائد  "مارفن بيل " المعروفة ب " الإنسان الميت " . خصوصاً عندما نقرأ سلسلة من تلك المقاطع بصوتٍ عال . بالرغم من المظهر العادي للجملة , إلا أن لغة جريجوري أور  المباغتة والمفاجئة تدعو  للدهشة : / ذاك السطر المفرد : حبل / القصيدة  تطل برأسها / تحملقُ في الظلام /في دوامةِ  النهر / أنتَ تمسكُ  بطرف الحبلْ / والحبيب بالطرفِ الأخرْ ./ الإنقاذ على  وشك القدومْ / من الُمبكر أن  نقول  لِمَن ؟ / أنتَ  أم للحبيبْ ؟ فمن خلال مجموعته الشعرية  : " يا لجمال الحبيب ! " , يقدم لنا  (جريجوري أور ) بحرفية شديدة وبصورة رائعة  ادراك  ووعي دقيق  لمفهوم  الموت , في الماضي والمستقبل ... لكنه أيضاً  يفاجئنا ويبهجنا أيضاً بفهمهِ الحاد  وتوضيحه لنا بماهية الحياة وكيفية النجاح  فيها واقتناص لحظات السعادة القصيرة  في الوقت الحاضر : فكل قُبلة /  تهبُها أو تأخذها / ربما كانت الأخيرة ./ فتح القلوب / والأذرع /  لمثل هذا  العناق : يا لجرأتنا وشجاعتنا ! عبر عملهُ الطويل  أعتبر  "جريجوري أور" الشعر كوسيلة / كمخرج شخصي من خلال كتاباته وإبداعه , ليجد من خلاله طوقَ النجاة ( الشفاء – السلوى – القدرة على الصمود  ) ليخرج به من حزنه ومن سهده ... ليخلق ويصنع ويبدع  أحداثاً  يصعُب تفسيرها , لتفسرَ  أحداثا  أكثر مأساوية . بالنسبة إلينا  , بالرغم من ذلك هذا العمل  يقوم بهذا وأكثر : فهو يقوم بإلقاء الضوء ويفسر ويؤرخ  لأوقاتنا القصيرة ولأعمارنا نحنُ أيضاً على الأرض .. نجده يقول :   القصيدة التي تخترق جسدك – / في مقابل جرح  ./ ألا ينجرف العالم  من خلالها / يدخلُ فيك /  , يتسللُ داخلك / ويندفع  كالشلالْ ؟ / هذا الكتاب  لا يشبهه أي كتاب في كونهِ :" سيرة ذاتية نشطة مُفعمة بالحياة و تزخر بمظاهرها "  في أجمل وأبهى معانيها وصورها حيث يجد القاريء والمتلقي القصائد   والأغنيات التي تؤازرهم وتساندهم وتساعدهم . هل هم يبحثون عن تلك القصائد  والأغنيات أم القصائد  هي التي تبحث عنهم وتطلب عونهم ؟ فإبداع  (جريجوري أور ) كان دائماً ما يتأثر بالمآسي التي مرت بهِ في شبابه وصباه  . يا لجمال الحبيب , مجموعته الشعرية المتميزة  ..هي مجموعة من القصائد الوجدانية الغنائية  القصيرة التي تتأمل وتستكشف النتائج التي تلي وتتبع وتلقي الضوء على ما يطلق عليه ويسميه  بالحبيب . هذه التأملات – مثل الكلمات التي تعتبر بمثابة استجابات واضحة للخسائر والفجائع التي ألمت به في حياته وتقدم للشاعر – والقاريء معه – معينا لا ينضب في شكل خاص للعلاج والشفاء الذي بدأه الشاعر في 2005 بكتابه : "بخصوص الكتاب الذي هو جسد الحبيب ". خلال الرحلة القصيرة هنا يصادفنا العديد من المبدعين _ شعراء , موسيقيين _ كأنهم هم أيضا في رحلة  بحثٍ عن الحبيب :  سافو , باخ , جون كيتس , وليام وردث ورث , إميلي ديكنسون , شاعر الهايكو الياباني  أيسا كوباياشي  , فولتير ,  أبولينير (جيوم -)  وايتمان ,  والكثير ... وبعد تلك رحلة قصيرة في قلب وضمير شاعر أمريكي معاصر يؤمن بالكلمة وأهميتها وقدرتها على التأثير فهو شاعر إنساني في المقام يحب الحياة ولا يفر من الموت وجد في الكلمة نفسه وطريقه وقدم لنا وللعالم نموذجا فريدا لأهمية الكلمة وقدرتها السحرية لفتح آفاق جديدة تدفعنا نحو الحياة للحياة  كإنسان يحب  أخيه الإنسان ! حسن حجازي / مصر


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads