الرئيسية » , , , , , » كتابة تتسم بالصراحة وغير متفائلة بالمستقبل رصد تاريخ الرجل الأحمر | مرفت عمارة

كتابة تتسم بالصراحة وغير متفائلة بالمستقبل رصد تاريخ الرجل الأحمر | مرفت عمارة

Written By هشام الصباحي on الأحد، 11 أكتوبر 2015 | أكتوبر 11, 2015

بفوز سيبفتلانا اليكسيفتش بجائزة نوبل يصبح ترتيبها الرابع عشر من بين السيدات الفائزات بالجائزة بنفسها، وبالرغم من أنها صحفية وكاتبة قصص قصيرة ومعظم أعمالها مقالات وريبورتاجات، إلا أنها انتهجت نوعا جديد من الأدب يعتمد علي تسجيل تاريخي لإحساس ومشاعر أعداد هائلة من البشر، متأثرة بالكاتب آلي أداموفيتش الذي طور نوع الرواية إلي ما وصفه بالرواية الجماعية، أو رواية الأدلة الدامغة، حيث يتحدث من خلالها الناس حول أنفسهم، ومشاعرهم، كفريق ملحمي.
وقد جاء قرار إختيارها كما صرحت سارة دانوس الرئيس الدائم للجائزة لأنها:" ظلت خلال الثلاثين أو الأربعين عاما الماضية مشغولة برسم خرائط الفرد السوفييتي..، وهو تاريخ لا يتكون من أحداث، بل تاريخ للمشاعر الإنسانية، ما تقدمه لنا هو عالم المشاعر الحقيقي، لذا تلك الأحداث التاريخية التي قامت بتغطيتها في كتبها المتنوعة، مثل كارثة تشيرنوبل، والحرب السوفيتية في أفغانستان، هي بطريقة ما ستار لاستكشاف الفرد الروسي وما وراءه..، في سبيل ذلك أجرت آلاف الحوارت مع أطفال ونساء ورجال، قدمت لنا من خلاله تاريخ بشر، لم نكن نعلم عنهم الكثير، وفي الوقت  نفسه أيضا سجلت تاريخ للمشاعر والضمير"
كما أشادت لجنة التحكيم بأنها:" أرست قواعد نوع جديد من الأدب يعتمد علي تسجيل حياة ومشاعر عدد كبير من الناس في كتاب ؟ الذي لا نعرفه عن الحرب" مستندة إلي أقوال وتصريحات مئات المشاركين في الحرب العالمية الثانية، حيث شاركت مليون إمرأة سوفيتية تقريبا فيها، وكانت تفاصيل ذلك غير معروفة إلي حد بعيد، هذا الكتاب باع أكثر من اثنين مليون نسخة.."
صرح بجورن ويمان المحرر الثقافي لجريدة "سويدش ديلي داجنزنيهتر" معلقا: "أن انجازها الأدبي يقع علي الحدود بين العمل الوثائقي والرواية، وهذا النوع من الأدب لم يفز بجائزة من قبل"
السياسي المعارض أندريه سانيكوف وهو صديق مقرب لسيبفتلانا عبر عن سعادته بفوزها قائلا:" كنت متوترا مساء أمس، فالمراهنات تتوقع فوزها، لكن بالطبع لايمكن التأكد من ذلك، انها حقا تستحق ذلك، فهي إنسانة عظيمة، عميقة التفكير، دارسة، غاية في الإخلاص لعملها"
مضيفا:" نوع الكتاب الذي تتبعه لا يحظي بشعبية كبيرة في روسيا أو روسيا البيضاء، إلا أن له شعبية كبيرة في بولندا، وهي تكتب غالبا باللغة الروسية، علي شكل ريبورتاج، مثل كتابة وثائقية، وهي لم تخترع ذلك النموذج من الكتابة، إلا أنها تجيده تماما، فهي تكتب عن تشيرنوبل، والحرب السوفيتية في أفغانستان، وما يمكنك أن تطلق عليه تاريخ الرجل الأحمر، الذي تدعي انه لم يذهب بعيدا، وأن هذا الرجل يكمن داخلنا، وضمن تكوين كل سوفييتي، آخر كتبها "زمن مستعمل" مكرس لتلك المعضلة"
مضيفا:" يمكن أن نقول أنها تكتب أعمال واقعية أو غير خيالية، إلا انك حين تقرأها تجدها أروع من الخيال، فهي قبل أن تخط كلمة علي الورق تتحدث إلي الناس، فهي رائعة في إدارة الحوارات، ولا تتجنب تناول القضايا الصعبة، غالبا تكتب عن المآسي الإنسانية، بعد أن تسمح لها بالتغلغل داخل أعماقها، ثم تكتبها بدقة جراح يبحث ما يدور في الطبيعة البشرية"
قائلا:" تصويرها للأحداث عميق وصادم، حين أقرأ كتابها" أصوات من تشيرنوبل" أدهشني استخدامها الإستعارة، وكتابتها حياة يمكن إغتيالها، بذلك التفاح المشع، والمياه-الوهبة للحياة- يمكن أن تقتلك".
وقال "سانيكوف" ان "سيبفتلانا": " كاتبة وفنانة أكثر من كونها معارضة سياسية، بالرغم من معارضتها للأنظمة اللاديمقراطية في بلدها "بيلارس" وفي روسيا البيضاء المجاورة لها" مضيفا: "نحن دائما نتناقش حول الكثير من الأشياء، مما ينعش الحوار بيننا، وهي غير متفائلة بالنسبة لحياتنا أو مستقبلنا، وتتميز بالصراحة المطلقة، علي سبيل المثال خلال حرب أوكرانيا وصفت الأشياء بأسمائها، وموقفها ليبرالي، لايمكن أن تقبل الشر في السلطة، وأعمالها لم تجد شعبية في روسيا البيضاء ، وآخر كتبها لم ينشر في وطنها".

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads