الرئيسية » , » عشيق الليدي شاترلي - د.هـ. لورانس | ترجمة حنا عبود

عشيق الليدي شاترلي - د.هـ. لورانس | ترجمة حنا عبود

Written By هشام الصباحي on الأحد، 11 أكتوبر 2015 | أكتوبر 11, 2015

حول الكتاب

عشيق الليدي شاترلي للكاتب البريطاني المعروف: ديفيد هربرت لورانس. وترجمة: حنا عبود.
من الروايات العملاقة في الأدب العالمي، تسامق بقامتها روايات مثل "مدام بوفاري" و"آنا كارنينا"، بسبب أسلوبها الأدبي المتميز، وما أثارته من ضجة حين صدورها، إلى درجة مصادرتها ومنعها في العديد من الدول الأوروبية ومحاكمة دار "بنغوين" التي قامت بنشرها عام 1960.
ولد لورانس في 1885 بأستوود ،ابنا لعامل من عمال المناجم.لم يتسن له أن يدرس بانتظام .إلا أنه استطاع أن يتعين معلما في إحدى المدارس, وتوفي لورانس عام 1930 في جنوب فرنسا .وقد تم جمع أعماله الكاملة في تسعة أجزاء،خمسة منها روايات والبقية تضم أشعاره.وقد ترجمت كلها إلى معظم لغات العالم.
كتب لورانس القسم الكبر من روايته (عشيق الليدي شاترلي) في سويسرا. وقد أحدثت ضجة كبيرة في كل لغة ترجمت إليها هذه الرواية التي تتحدث عن عائلة حطمتها الحرب. فقد تزوجت كونستنس ضابطاً عندما قفل راجعاً من ميدان القتال ليقضي شهراً في الراحة والاستجمام، فأمضيا شهر العسل هذا في متعة وهناء ولذة. ثم عاد الزوج أدراجه إلى ساحة الوغى ليصاب بعد ستة أشهر وينقل إلى منزله ممزق الجسد، عاجزا جنسيا! وكانت كونستنس في ذلك الحين امرأة يافعة لا تتعدى الثالثة والعشرين. تمسك الزوج المحطم بالحياة.. فلم يمت.. وتراءى أن الأشلاء الممزقة قد تجمعت ثانية في جسد متماسك. ولبث الطبيب يعالجه ويشرف عليه، حتى إذا مرت سنتان جهر برأيه وقراره وأعلن للجميع أن الخطر زال ولكن الجسد شل قسمه الأسفل. هكذا قوضت الحرب دعائم بيت كونستنس فسقط على رأسها، وأيقنت بعد أن جرفها تيار المصائب أن على المرء أن يحيا وأن يتعلم.. فهي لا تزال في أوج شبابها وأنوثتها. لذلك لا تتردد في الانقياد إلى علاقة آثمة.
ليس في ثيمة الرواية ما يمكن وصفه بالفضائحي أو الإباحي، ما عدا الوصف التفصيلي للورانس للقاءات الجنسية بين العاشقين.
بعد مرور ثلاثين عاما على وفاة لورانس، قامت إحدى دور النشر بنشر الرواية مستغلة بذلك التغييرات التي طرأت على قانون المطبوعات البريطاني. حيث قامت بطبع 200 ألف نسخة من الرواية، إلا أن الادعاء العام البريطاني أقام دعوة قضائية ضد دار النشر في 20 تشرين الأول /أكتوبر من عام 1960. وقد مثل الادعاء غرفث جونس، بينما تولى ثلاثة من المحامين مهمة الدفاع عن الرواية المدانة (عشيق الليدي شاترلي).
وقد أدان الرأي العام البريطاني هذه القضية، معتبرا إياها لطخة سوداء في جبين بريطانيا، وقد أكد محامي الدفاع غاردينر أن الرواية تعتبر من أروع الأعمال الأدبية، وأن مؤلفها لورانس هو من أعظم كتاب القرن العشرين، والمفروض لبريطانيا أن تفتخر بهذا العمل المبدع الذي ترجم إلى معظم اللغات في العالم، هو كاتب عظيم سوف يستمر تأثير أعماله الأدبية على الثقافة الإنسانية لسنوات طويلة.
طلبت المحكمة إحالة الرواية إلى لجنة من الخبراء للبت فيها، وكانت اللجنة تضم خليطا من العلماء والكتاب والمثقفين والنساء والقسس. وكانوا جميعا يبدون متفقين على التفكير بصوت واحد على أن رواية (عشيق الليدي شاترلي) "رواية ذات مستوى فني رفيع، ولا يمكن اعتبارها إباحية بأي حال من الأحوال".
اضطرت هيئة المحكمة إلى الامتثال لهذا الرأي، بعد أن رأت أنه حتى رئيس القسس فير وولويج، يرى بأن الرواية ليست مخلة بالآداب. وكان رأي سيدة أخرى في نفس اللجنة يشير إلى أن الرواية رفعت العلاقات الجنسية إلى مستوى التقديس. وقد ضحك الجمهور عند تلاوة القاضي هذه العبارة إلا أنه تدارك الأمر قائلا: لقد استمعتم إلى رأي من يمثلون شرائح ثقافتنا الوطنية، إلا إن الرأي الأخير سيكون رأينا لا رأيهم.
كلفت المحكمة أحد أعضاء هيئة المحلفين بقراءة الرواية في إحدى صالات المحكمة الخالية، لبيان رأيه حولها، وحينما أتمها سأله القاضي:
ـ هل أنت مقتنع بأن دار النشر التي طبعت الرواية متهمة أم بريئة ؟
قال العضو:
ـ بريئة .
وضجت قاعة المحكمة بتصفيق حاد.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads