الرئيسية » » قصيدة: (أصول المتسامي) للشاعرة الأمريكية: سالي آشتون ترجمة: محمد عيد إبراهيم

قصيدة: (أصول المتسامي) للشاعرة الأمريكية: سالي آشتون ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 12 أغسطس 2015 | أغسطس 12, 2015

قصيدة: (أصول المتسامي)
للشاعرة الأمريكية: سالي آشتون
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
ـ ذراعٌ قصيرةٌ، ثديٌ، قفصُ حَمَامٍ مَبنِيٌّ من عِصِيٍّ. 
ـ هكذا نموتُ أو شيءٌ من هذا القبيلِ.
ـ هذا الذي أهتمُّ بهِ "من هذا القبيلِ"، لامعٌ كفلوسٍ جديدةٍ أو عُملةٍ مائيةٍ مثاليةٍ.
ـ أنتِ نمطٌ ممّن يتوجّهُ نحوهنّ سائقو الأُجرةِ.
ـ أنا نمطٌ ممّن يراقبن طائراً يُبحرُ في سماءٍ مكشوفةٍ، مَن يرشُفن الشاي في المطارِ، ويراقبن حركاتكَ وأمتعتكَ.
ـ ماذا عن كومةِ الأرؤسِ المقطوعةِ القريبةِ، الألسُنِ المسوَدّةِ، الدمِ المنقوعِ؟
ـ هذا نمطٌ آخر، من الفتياتِ.
ـ فتاةٌ تعرَقُ بدوائرَ كبيرةٍ تحتَ ذراعَيها. فمَن تُكلّمين؟
ـ لم أكُن سعيدةً، واليومُ صرتُ سعيدةً.
ـ لا تنسَ كيفَ يدفئُ العجوزُ ظهرَهُ في الشمسِ.
ـ يسيلُ الحِبرُ على ذقني مبقّعاً شفتَيّ.
ـ عجوزٌ في الشمسِ يُسدلُ أفكارَه مثلَ قبّعةٍ، حرفُها يسترُ عينَيه.
ـ إلى البحرِ تتلوّى أجسامٌ رماديةٌ ضخمةٌ.
ـ يتّكئُ ليرى الصغارَ وهم يلعبونَ الكرةَ، بينما تمتدّ الظلالُ.
ـ حيثُ يَخِرُّ المطرُ، أو تغطسُ الأجسامُ وهي تئنّ؛ المكانُ غيرُ مستَكشَفٍ.
ـ هادئةٌ كبراميلِ الخشبِ، تحلمُ الأعنابُ.
ـ تفتحُ عينيكَ على الغرفةِ نفسِها، الشمسُ تجرفُ عبرَ الفِراشِ رِماحاً بريئةً.
ـ يمضي كلّ شيءٍ سِراعاً كثمرةِ طماطمَ ناضجةٍ بشَرخٍ في جَنبها.
ـ مطرٌ في ممرّ الحديقةِ، على مكيّفِ الهواءِ. شوارعٌ نظيفةٌ، قمامةٌ مبلّلةٌ.
ـ ذاكَ هو النمطُ.
ـ نصيبنا ضيّقٌ وعميقٌ.
ـ تشتعلُ النجومُ كلّ ليلةٍ كالويسكي، فتُعشي البصرَ كالصُداعِ.
ـ عثرتُ على ما يبدو أنهُ الصمتُ، يحملُ همهمةَ مرورٍ، تنادي أصواتٌ، ورائحةُ عشاءٍ يُطبَخ، شخصٌ يحكّ أقدامَهم.
ـ وصوتُ الجنسِ يتلاطمُ.
ـ رفيفُ جناحَي حشرةٍ، زفيرُ أنفاسٍ.
(*) نص من ترجمتي لكتاب (مقدمة لقصيدة النثر)، هيئة الكتاب المصرية، 2014
(*) اللوحة، للفنان الألمانيّ: ماكس بيكمان

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads