الرئيسية » » أجنحة المجاز ..شعراء من تركيا

أجنحة المجاز ..شعراء من تركيا

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 12 أغسطس 2015 | أغسطس 12, 2015

ناظم حكمت 

قلبي

في صدري خمسة عشر جرحاً !

..وخمس عشرة سكّيناً ذاتَ 

مقبضٍ أسود في صدري أيضاً !

قلبي يقفُ!

قلبي سَيَقِفُ من جديد!



خمسة عشر جرحاً في صدري هناك !

فالمياه المظلمة في الأرض 

مثل ثعابين الظلام 

البحر الأسودُ يريد خَنْقِي 

يريد خَنْقِي أنا 

كقناة مظلمة . 



خمس عشرة سكّيناً ذاتَ 

مقبضٍ أسود عالقة في صدري 

قلبي يقف!

سيقف قلبي من جديد !

                

يوجد هناك خمسة عشر جرحاً في قلبي 

اخترقت صدري ذات مرة 

كان الغوغاء يظنون أن قلبي 

لن يبادلهم إطلاق النار 

كي لاتزيد فَجَائِعُه

قلبي يقف من جديد

       قلبي، هل سَتَدَقُّ مِنْ جديد ؟!

أحرقتْ النارُ خمسة عشر صدراً وقلباً 

حَطّمَ القلبُ خمس عشرة سكيناً ذات مقبض أسود 

قلبي ؟ !

سَيَدُقُّ كَرَايَةٍ من الدم 

س

ي

د

قّ

.............................

شجرة الجوز 

رأسي كرغوة سحاب

وغيم ،

في وطني 

وفي آخر البحر، أيضاً 



أنا شجرة الجوز

ورقة ورقة 

غصناً غصناً 

مثل أسماك 

تسبح كثيراً داخل الماء 

أنا شجرة الجوز في حديقة الورد 

كيف لا تعرف ذلك !

والشرطي أيضاً لايعرف !



أنا شجرة الجوز.

في حديقة الورد 



تسيل الدموع من العيون،

ارتفعْ

احذف العمر من الحياة 



في يدي مئة ألف ورقة من بلدي 

وبلدي في يدي 

أنسجُ آلاف الأوراق 

وأضعُ 

الأوراق في عيني، لأدرك المفاجأة.

مئة ألف عين تراقبك في إسطنبول 

مئة ألف قلب جاهز للانفجار 

أنا شجرة الجوز.

كيف تعرف ذلك؟ 

ما أنت أعلم من الشرطة.

........................................



نجيب فاضل كيصاكوريك

المتوقّع

لا ينظر المريض إلى الصباح 

ولا القمر الميت الجديد 

ولا الشيطان للذهاب 

كما انتظرت نفسك للمجيء

وجدتك في غيابك 

وعندما جئت 

لم تكن هناك ضرورة 

لحضورك . 

(ترجمة: أحمد الصغير)

.............................................



متين جنكيز

زهور الربيع ومسدّس فارغ 

بمسدّس فارغ بارزتُ

أعدائي دائماً

مددتُ لهم باقةً من زهور الربيع

عندما قابلتُ معذِّبي بعد سنوات في المستشفى

حيث أخفى وجهَه خجلاً

قلتُ له: سلامتكَ

سألته: ماذا بكَ؟

ثم وضعتُ في كفه زهورَ الربيع التي اقتنيتُها في الزّنزانة



خضتُ مَعاركَ، ليس في ذلك كَذِب

ضدّ الفاشيّة والإمبرياليّة والرأسماليّة

لكنّني لم أقتل أحداً ولم أجرَح

أطلقتُ زهورَ الربيع في الميادين

قال الأصدقاء: لا فائدة من حَمل مسدَّسٍ فارغ

هو أخطَرُ من مسدّس مشحون

فهمتُ قصدَهم

دفعتُ زهور الربيع في أنبوبة

عندما أفرطتُ في الشراب

تذكّرتُ همومي 

تنهّدتُ

حَدَثَ لي أنْ بكيتُ سيلاً جارفاً 

ولكن لم أبال بالأوهام

وشاهدتُ زهورَ الربيع في السماء

أطلقت ضحكات كثيرة 

ملتُ إلى كل جميلة رأيتُها

فاقترحت لهنّ العشق

وعلى وجهي شيء من الوقار

أعرف أنني سأُرفَض

وتخيلتُ أنني أضع زهورَ الربيع في شعرهن

وعندما تركتني عشيقاتي

لأسباب تافهة، قائلات إنني لا أُحتمَل

لم أزعل، ولكن قدمت لهن 

زهورَ الربيع التي اقتنيتها على حافة هاوية 

أحببت الأزقة المسدودة، لأنني أشبهها

بحثت عن الشمس في هذه الأزقة أيضاً

لذلك وجدني أصدقائي وقِحاً

فاقتنيت زهورَ الربيع من أعضائي المتألمة

ومسحت بها أفواههم ليسكتوا

غنيتُ أغاني الخلاعة

الملقّنة درساً عن العشق

مع أنني تجاوزت الخمسين من سنين

ولا أزال أقتني زهورَ الربيع

أشبه مسدّساً فارغاً في النهاية

لجأ إلى زهور الربيع

لا جدوى في المبارزة 

ولا في الشعر .

وصايا الشاعر

افرضوا أنني في طريق بلا عودة

لن تقع الطرُق التي احتست حزني في خطأ بعد الآن

هكذا سيكون أصدقائي 

طائفة من الجانّ

هكذا العدَمُ حقيقةٌ، وكذلك نبضاتُ الله

وليس حتماً أن توجَد هذه الأريافُ وظلالُ الأشجار



اتْركوني هنا دون أن أبكي

عند العودة أَدُّوا صَلاتي بركعتين من العَرَق

ولاطِفوا حشرةً نبَّتَت برعمها في العَرَق لإحياء ذكرايَ

فلْتتابعْ خطواتُكم صفّاراتِ الإنذار الصادرةِ من داخلكم

لا تتوقّفوا، فليكن الحُبّ سجدتَكم

أأَخطُر ببالكم وأنتم يحبّ بعضُكم بعضاً؟

فبالهناء والشفاء ذكرياتي لكم!



افرضوا أنني شجرة منخورة بلا جذع ولا أوراق

ولْيَكُنْ دَوِيُّ الحشرات نغمةً للعدم

تخيّلوا أنني بحر لا بداية له ولا نهاية

تخيّلوا أنني سفينة تبحر في نور

.........................................



حلمي ياووز

ناظم حكمت

الحزن يليق بنا أكثر

وربما نحن أكثر فهماً له

نحن أولئك الصامتون الشجعان

الذين أُرسلوا من سجن إلى سجن

ونحن نحلّ كُبّةَ صيفٍ

ونغطّي الموتَ علينا مثل فروة راعٍ

والواديَ، مدوَّرين بلا توقّف

كحصان عربي يسيل ممخّضاً

والأيّامَ التي هي مهماز حادّ 

أو عجلة حظّ من نسيج أطلس

نحن الذين ينادون: يا «ناظم» المنافي!

متحمِّسين ومتودّدين ووحيدين

ننسج الشِّعرَ مثل العصفور

من ريش الحزن 

وفي المنسج الكحلي لليالي

ويقول شعبنا، وهو ينثر صوت الوردة

ليفوح منه زعتر أغنية شعبية: 

هكذا يُكتَب عشقنا

الحزن يليق بنا أكثر

وربما نحن أكثر فهماً له

مدينة من الشرق

سِعِرْد مدفنٌ بدون شجر

مدينةٌ طفولتها جبصين طبيعي

هناك كلُّ بئر

تعرف الماء مثل وليّ

مدينةٌ طينٌ للحزن ورملٌ للغضب

هناك يملأ العاطفةَ

دِفْلى طولاً وعرضاً



سِعِرْد رياحها صرعى

مدينة شبابها خان يعجّ بالناس

يفرز متسوِّلُها الزمانَ 

مثل أرز الخوف

مدينةٌ نرجسٌ أعمى

تَدْفن عسلاً ميِّتاً 

في النحلة، بدون خليّة



سِعِرْد، مدينةٌ 

عِنَبُها مرآة

شيخوختُها من خُزامى من الإسمنت المسلّح

هناك يجفّ حتى الخريف

من الألم

تبلى الغربةُ في الخزانة

والموتُ، مثلَ أُسرة كبيرة 

يتناثر من مساكنها .

.........................................



مؤثّر يني آي

كانت هناك صحراءُ قبلَ وجودي

قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ 

بِسِقْطِ الِّلوى بين الدَّخولِ فَحَوْمَلِ

(امرؤ القيس)



كانوا يأكلون صدري جيفةً، رأيتهم

لستُ مَن طلب قائلاً: «جابوني على الدُّنيا!»

لكنني وجدتُ نفسي حولَ النارْ

مِثلَ أسْنِمةِ الجِمالْ

تكوّرْتُ عندَ العُبورِ عَبْرَ العالَمْ



جمَعوا حَفْنَةً من الرّمْلِ في كَفِّهِمْ

ونَثَروها...

نمتُ على أثَرِ أقدامِ البهائِمِ في الليالي

وكان جِسْمي متموِّجاً

عندَ انْتهاءِ الرمالْ

فوجدتْ عينيَّ من خلال وِشاحي

«أين العالَمْ؟»

- ما دمتُ بدويًّا في صحراءِ الهُيامْ – 



انسكبتِ التمورُ في عقلي بين يَدَيِ الليلْ

لم أجِدْ صوتاً لآذاني

«نظرتُ» إلى قلبي نظرةً تُضاهي الصحارى .

قرية الزهور

تعلّمتُ من زهرةٍ

أنْ أَلْزَمَ حيث أنا



لم أرَ شمساً أخرى

ولم أشربْ ماءً آخرْ



نظرتُ إلى الضَّيْعةِ حيث إنها ضُلوعي

وإلى ترابي حيثُ رأيتُ سمائي



عليَّ مرَّتِ الفُصولْ

ونملةٌ صديقةٌ مع وكرِها



تعلّمتُ من الوقوفِ بلا توقُّفْ

أنْ أكونَ زهرةً.

(ترجمة محمد حقي صوتشين)


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads