الرئيسية » » رسـائل… عصام شرف الدين

رسـائل… عصام شرف الدين

Written By Lyly on الأربعاء، 13 مايو 2015 | مايو 13, 2015


إليه
مدحتُ شجاعتكَ، وذممتُ إدبارك… وحمدتُ كرمك.. وقدحتُ منك.. واسترحمتُ لبذلك… واستجدبتُ لتقصيرك… ولعنتُ وقاحتك من غير داع.. وترحّمتُ على لطفك في أكثر الحالات.

إليها
استجمعتُ كلّكِ.. واستفردتُ عديدك.. واستقصيتُ أغوارك.. وأغمضتُ عن إضمارك. وأنـــــا.. حياةٌ تتنـفّـسُ ملء أغصانك.. وترتوي ملء خذلانك.

جلاء
جلوتُ البصر الرّامد، وفصلت الخطاب الرّاقد عن أُحجية الإدراك الوقّاد، وخانات الفهم الجادّ، فحقّـقْـتُ مودّتكِ في شغاف القلب، وألهمتني سويداؤه برمق جديد في الحب.

خفي العبارة
أعربت عن عباراتي الخفيّة في خفيّ عباراتي الخفية من لطيف عباراتي الخفية.. فسقت نفسي إلى خفي أسرارك.. وتاقت روحي إلى لطيف تذكارك… فلا تنسيني أبدا… يا لطيفة!
لقد علمني لطفك أن ألطف في التمكين دونهم.. وفي التدوين دونهم.. وفي الرسائل دونهم.. وفي النوم فوقهم… حتى تعتريني لطائف الرؤيا.. وأحيا بمرآك بين الإطراق والسكون… في انتظار بشرى جديدة.. ووقوع ما على الجناح/ جناح الطائر

خطاب ميت
رسائلي إليك.. وجه مستحيل للذاكرة.. مستبيح للشوق… مستنطق للحياة.. مستبعد للفوت.. مستحضر للبقاء.. مستفيض للفناء.
أطرق كل عباراتي في الصمت.. سكنت كالموت.. فاضت كالكأس المترعة في يد شارب مسن.. هاجت كالتنين.. فرقت كالطير.. انتفضت كالعصفور.. انتشرت كالفكرة.. استطارت كالشعاع.. بلغت مداك.. توجت في لحظك.. تأدبت على كفك.. تأدب الميت في يد الغاسل.. تضوعت كالمسك.. تسامت في سمعك.. تلوّنت في الحدقة.. وأينعت في الورقة! 
يا عذبة الفرات.. ضمي إليك بعضي.. غسّلي خطاياي بالماء الفرات.. والثلج الفياض والبرد المتصدر مزرعة الكتابة.
قوتي إليك يسير.. وفكري تجاهك غزير.. مدادي لك بحر.. وورقي أشجار… لو تعلمين ما ألم بي .. لن تجدي الحرف المجدي والقول المبدي وذخيرة الفكرة.. يلجمك الصمت الأبقع.. والفكر الأجدع.. والذهول الصادم.. والعجب اللازم.. والدهشة المسكتة.. والبهتة الصامتة.. أيا غصنا للمحبة تربع في أغصاني فما شاكها يوما ولا نقضها نوما ولا زجرها لوما.. لحن من ألحان الجنة أنت.. أم سلم الوصول إلى المخلوقات أم معرفتي حين أعرف.. وحين لا أعرف.. مبتغى الوصول أم بداية السلّم.. أم نهاية الفجر حين تشرقين كالشمس في ليل العاشقين.. لا نجمة ولا قمر.. وحدك أنت عند السحر.. يا لؤلؤة بين تجاويف الطين.. بين المعادن.. بين البحار والشواطئ والأنهار والأشجار.. أي المعادن خير؟ أي التربة أبقى؟ أي البحار والشواطئ في فلك يجمعنا… أنت موتي… وحياتي.

شاعر من تونس

رسـائل…

عصام شرف الدين


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads