الرئيسية » » مُلاحَقَةْ | شعر : السمّاح عبد الله

مُلاحَقَةْ | شعر : السمّاح عبد الله

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 19 مايو 2015 | مايو 19, 2015

مُلاحَقَةْ
شعر : السمّاح عبد الله
إذا المسا أتى وخيم السوادْ
يصحو صلاحُ الدين من غفوته
لكأنّ الديك صاح في غير أوان الفجرِ
أو لكأنّ ليلتين مرَّتا على هذا المساءِ وهْو مازال يطيل بيننا الرقادْ
يصحو صلاح الدين
عيناه عميقتان جدا
وثوبُه مكسَّرٌ من ثقل الخلائق الذين يَعْلَقُون فيه يشتكون قبضةَ الجلادْ
وهُوْ يُنَفِّضُ الثوبَ البهيَّ باليدين والعينين ويقولُ :
هذه الأرض أنا امتلكتُها بحدِّ السيف والأجنادْ
وكل هذه الغيوم سوف يأتيني خراجها
إذا حلَّتْ مواعيدُ الحصادْ
لكنه إذا خطا في صولجان مجده الباقي
وجاءه المسا رتيبا ومُعادْ
خبَّط في جلبابه صوتٌ كأنه يعرفه
يهمسُ :
يا صلاح الدين
أنا وأصحابي :
ألشجر المعقوفُ والرياحُ والطيرُ الذي يطيرُ والبحران والنوافذ المؤجَّلَّةْ
وقمر الثلاثاءات والآحادْ
نهديك زفرةً حرَّاقة من الشهيق والزفيرِ تصطفي من الدنيا بأسرها جدرانَ قصرك العالي
تحوم في السقفِ كحلقةٍ تشبه شكل المقصلة
نهديك كل ليلةٍ ديكا يصيح في غير أوان الفجرِ
حتى لَتَظُنَّ أن ليلتين مرتا على هذا المساءِ وهو مازال مقيما في الرقادْ
إن كنتَ لا تذكرني
أنا الذي صدحتُ بالغناءِ ذات غبارْ
وجَمَعْتُ البحرَ في أصابعي وأطعمتُ النهارَ
فانتفضتَ زاعقا في صولجان مجدِك الباقي :
اقتلوهُ السهرورديُّ الذي يُجَمِّعُ البحرَ
ويُطعِمُ النهار .
نوفمبر 1995، من ديوان الرجل بالغليون في مشهده الأخير



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads