الرئيسية » » قابيل وهابيل | شيماء المقدادي

قابيل وهابيل | شيماء المقدادي

Written By Lyly on الثلاثاء، 12 مايو 2015 | مايو 12, 2015

بقلب أب مفجوع تتشابك المناوشات بينه وبين القاتل.. 
حسدا قتلت أخاك؟ أم هو الطمع أغراك؟ أم إبليس واليته وقدمته على أبيك؟ 
ما قتلت أخي، هو ابن أمي، رفيق يومي، دمه دمي، نختلف بالطاعة، نتباعد بالعمل، نتنافس في القيادة، لكن، لا نفس لي تسول القتل. 
فمن أرداه، وهو الباسط يديه حباً، القانع بما ارتضاه الله له رزقاً، من غيبه الحياة وأشعل في قلبي النيران؟
بين جسدٍ مسجى وأرض رغم سعة مداها تضيق عليه، يقلب القاتل عينيه.
-أمك؟ كيف ننقل لها الخبر؟ وهي التي تهيئ له الزوجة والسكن؟ ما أقول لها؟ ابنك قتل ابنك؟ كيف لها أن تضم بين ذراعيها خطيئتك وأن ترجمك باللعنات والغضب؟ 
– أنا لست قديس الأرض، ولا نبي الغد، وإبليس لا ينفك يكلمنا، يُغرينا ويعدنا، لكني يا أبتِ لم اقتل أخي الإنسان 
وهو يبكي بكاء الثكالى لرحيل ولديه تساءل: 
فمن قطع مني حشاشة القلب؟ وأردى الطيبة بضربة موت؟ 
إبليس في أذن القاتل يهمس: لا تخبره، غداً تبرد النيران ويصفو لكَ وجه والديك، يزوجانك بمن تحب ويقربانك. غداً يستغفران لكَ ربك، وكما تاب عليهما، يتوب عليك. 
نطق القاتل متلعثماً بدرس إبليس ويداه تنتزعان حجراً من وجه الأرض:
أرداه لؤما هذا الحجر
نطق الحجر بين يديه منتفضاً: 
هي قساوة بعضنا سكنت قلوب بعض البشر، يقتلون بعضهم طمعاً ثم يكيلون لغيرهم التهم. 
الأب وهو يقبل وجنتي ولده الباردتين
قد مات أخوك قبل أن يمد يديه فيقتلك، اليوم أنعى لأمكما رحيلكما. 
بفجيعته يعود لسكنه، يضحك إبليس وهو يشد على يدي القاتل مباركا الجريمة. مبشراً إياه بالمغفرة والزعامة، يلقنه أسس البقاء: 
من يخالفك في الرأي، اقتله، من يخالفك في الدين اقتله من يخالفك في المذهب أقتله، من يشاركك في المُلك أُقتله، من يحيا مسالماً بإنسانيته اقتله. 
بين جسد يكيل له الملامة، وغراب يعلمه كيف يواري سوأة أخيه، يطمئنه إبليس: 
– أبن نبي أنت، مغفور ذنبك .
العراق



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads