الرئيسية » » " الفتاة الجميلة " " حبيبتي " يارا | عادل جلال

" الفتاة الجميلة " " حبيبتي " يارا | عادل جلال

Written By Lyly on الأربعاء، 29 أبريل 2015 | أبريل 29, 2015

" الفتاة الجميلة " " حبيبتي " يارا

الشيكولاتةَ التي تُحبينَ
أعرفُ ليس أكثر مني
إكسسواراتٍ جديدةً مِن خواتمَ وأساورَ،
وليس اليوم عيد
أعرفُ لم أقل لكِ مِنْ قبل إنكِ
عيدُ كلِّ لحظة
أعددتُ كلَّ شيء
زيادة المصروف سرًّا
لفضِ الاشتباكِ مع أُمكِ
وأعرف أنها لو لمحتني وأنا أدسُّه
في يمينكِ ستنعتني أو بالأحرى 
ستسبني بما أحبُّ في عشقِ البنات
الأغاني التي تحبِّينها منّي
منذ أن كنتِ طفلةً، أذكرُ
سأغنّيها لكِ الآن
" يا بنت يا امُّ المريله كحلي … "
أعددتُ كلَّ شيء
وأنتظرُ أن تنقري على البابِ بلحنٍ عاطفيٍ
أهبُّ مُغاضبًا
أنا صاحب سمعٍ ثقيل
لماذا تنسين المفتاحَ دائمًا؟
تضيء ابتسامتك رُوحِي مِن أي عتمةٍ هي فيها
لتفَّ بها صمتي والكثيرَ مما أعدَّ اللهُ
للعاشقين أمثالي 
لم تتركِ البيتَ
ومع هذا زاد الأسى والترابُ
والعناكبُ تتجولُ كأنَّ لا أحد في البيت
ودهن الحزنُ الهواءَ والحيطانَ والأثاثَ وقلوبًا تقاوم
لن يقرئكِ السَّلامَ أيٌّ منِّي
أو ما أعدَّ اللهُ لي
فكلّهم لديكِ
اقرئيهم منّي السلام
ولا تحدثيهم عن غبطتي لهم
كما تعرفينَ برغم جهامتي
أنا أبٌ رومانتيكيٌّ حدَّ السذاجة
وأكثر مما تعرف أمّكِ
أُمُّك .. أرسلت رُوحَها أخذت
الشمس من يدها، وذهبت إليكِ
لا تضحكي ليس مجازًا
هذا أمر يعرفه كل أبٍ وأُم
ولا تظني في الأمر مبالغة عاطفية
أعددت كلَّ شيءٍ
جسرًا
جسرًا خشبيًّا صغيرًا
يمكن أن نلتقي عليه
جسرًا مَن يعبره منا
يجد الآخر
ومطرا لتركضي أُو ترقصي
في الشوارع، وهو يعزف لكِ
سحابًا
أعرف ماذا ستقولين
لقد حفظتُ عن ظهرِ قلبٍ
ليس أبيض مِن قلبكِ
والألوان لترسمي عليه؛ أي السَّحاب
تضحكين عليَّ مازلت محتفظا
بعاداتي منذ أن كنتِ في الصف الأول الابتدائي
مازلت محتفظا بدغدغات السِّنة الأُولى على سبابتي
تماما مثل اللمسةِ الأولى التي حدثتك عنها
لسبَّابتي أيضا على (تتك) البندقية …
ماذا كنتُ أقولُ
- والألوان لأرسم عليها
- نعم .. قلوبًا وعصافيرَ، وأُغنية 
تطلقين صوت أم كلثوم
كخيطٍ أَو سنَّارة لصيدِ السَّحاب
وحين أسأل عن سرِّ التحوِّل
في استماع الأغاني
تقولينَ: إنها أغانٍ.. مجرد أغانٍ يا أبي
وتضحكين: أبي لا ينتبه لابن الجيران
وقد ترك عينيه على بلكونتي
وقلبه في إصيص القرنفل
وأحلامه بين ضلفتي النافذة
أو على باب البيتِ
وابتسامتي تلف كل ذلكَ وأكثر
وتتركه في مقولات من عينة أبي الطيب
أعددت كل شيء
ولكن اسمحي لي
أن أخذلكِ لمرةٍ، مرة واحدة
لن أستطيع أن أكتبَ
أغنية أو قصيدة عن أبٍ
ابنته في السجن
تسير به الأيام كراكبٍ يمشي
في عربة قطارٍ سريع
ساعتها سأنحي الشعر
وألعن الرجال!
وأصرخ في السَّماء .. كما صرخ الأنبياءُ
على أي شيء تتفرجينَ
لا أملك ذاكرة شحاذ
ينسى أنك منحته ما قسم الله
من دقيقة، ويكرر بالنبرة نفسها: ارحموا من في الأرض
.. امنحوا تربحوا .. بارك الله لكَ في أولادك وفرَّحك بهم
لن أتحدث عن القلق، وهو قادم
ليأكلني على مهل كقطعة حلوى
ولعابه يسيل في روحي سُمًّا
حين ينفد شحن هاتفكِ
ولا عن الوقت وهو يصمم طرقا
وجسرًا بين حدائق تأخذنا لنلتقي، ومدنًا
لتأخذ الناس إلى شاعريتهم
أعددت كل شيء
ولن أنتظر
سأخذهم إلى رئيس السجن
قائلا: هذا ما أتت به ابنتي
مِن أرض العجائب
فكما تعرف ليس لأبٍ
مِن أرض عجائبٍ غير أبنائه؛
ابنتي مشغولة، ومع هذا
صنعت ثوبًا أبيضَ 
لا تخف هذه هدايا لابنتك
هو ما كان لابنتي وعنها
وضعته ولفَّته كما ترى في
هذا الثوب، وعزَّ على ابنتي أَنْ
تتركه يتعفن
تحت شمس يوليو الكاذبة.
..............
عادل جلال


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads