عدنان محسن
إلى آخره مرّة أخرى
عدنان محسن
المهزوم:
أيها الشبح الذي يخرج منّي
بين حين وحين
لا تتركني الليلة وحدي
أما بلغك أنّ ليل المهزومين طويل جدا
وأنا الليلة مهزوم من رأسي حتّى قدمي
ولم يبقَ لي
سوى أن أحصي ما تبقّى من السجائر
عيناي على قنينة فارغة
وروحي تدخنني
بشراهة لا تليق بغيري
صديق:
لم يكن بوسعه أن يموت
من الضحك
ولا من الجوع أو العطش
لكنّه
وهو في طريقه إلى حياته
تعثرت قدماه فجأة بظله
فقرر حينها
أن يموت من الأحلام.
مقايضة:
مرّة
أخرجت من جيبي دمعة
وسألتُ النادلة
هل لي بكأس واحدة؟
حدّقت بما تراه
ثمّ ضحكت
حتى فاضت من عينيها الدموع.
حيرة:
أنا والليل
لم أعد أعرف
من منّا يلهو بالآخر.
الهاوية:
في الطريق إلى الهاوية
لم أكن خائفا
فقد سبقني الجميع إليها.
عادات:
مرّات
عندما يفور دمي
أغطّيه بالسجائر والكحول
وفي أحيان كثيرة
بكلمات لم يسمعها أحد حتّى الآن.
رغبة:
كلّ ما اريده في حياتي
أن أكتب سطرين
أو أكثر
أضعها فوق قبري
وعندما يأتي الناس إلى المقبرة
ويرون الشاهدة
سيقول من لا يعرفني:
هنا يرقد شاعر.
جان دمّو:
I’ ll see you yesterday
لم أرني هذا اليوم
رغم أنّي كنتُ في كلّ مكان
وغدا سأكون في مكان ما
ولن أراني أيضا
لكنني حتما
سأراني البارحة.
العبارة بالأنكليزية، كان يقولها صديق جان دموّ الأسترالي عندما يودعه في كلّ ليلة
مرّات:
أسأل نفسي
ما الفائدة من هذا
وأمزّق أوراقي
وأنام.
شاعر عراقي، باريس