الرئيسية » » العُرْي | محمد حربي

العُرْي | محمد حربي

Written By Lyly on الخميس، 19 فبراير 2015 | فبراير 19, 2015


العُرْي
لم يكُن بيني وبين الشّبحِ المجنّح أيّة ضغينة
كنت أُعرّي الوطن من ذيل جلبابه الريفي
وأكشفُ عوراته كلّها
في ترعة جانبية
وهو يصنع من العُرْي عرشاً
ولذلك كان يمدُّني كل يوم بالحبر والأقلام
والفتات الملائم لوليمة العُرْس
حتى تكتملَ المهمّة
والشعب تحت مقصلة الجوع لا يَرى
مرات رأيتُ فخَرست
وعميتُ
قيل لي: ارْجِع البصَر مرّتين
فعرفتُ أنّ الله ليس قرباناً ملوناً
في قوراير معتّقة
وأن النهر مُلْتَبَس
وأن أقنعة الطغاة لا أثر للطين فيها
وأن خيط عنكبوت فارغ من رحمة الحمام
لن يُنقذ الغار من نبوءة
لو نظر أحدُهما في الغار لاكْتشفَ الخديعة
جيفة في مخلب نسرٍ مُجنّحٍ
يُشبهُ شبحاً
مفصولًا من العمل
أرْضَعْتُه حليباً لشجرةٍ توقفَّت عن الإنجاب
في باحة وتعلّمَت حياكة الزمن
مرةً رأيتُ نسراً يُغنّي
وآخر يقرأ شعراً مُخنّثاً في مقهى
ومرةً لم أرَ الشّبح وهو يصعد معراجَ النبوّةِ الكاذبةِ
رسولاً ومُخَلّصاً
وقاتلاً بأجْرٍ في فيلم قديم
يُلوّنونه بألوان قوس قزح
فلا يبقى سوى الأحمر مرثية لفراغ اللون من اللون
ألْتحِفُ سمائي وأحمل صمتي
علامة
أرشدَني العابرون إلى الفنار
ورفَعْتُ ظِلّي
لم يعُدْ بيني وبين الشبح المُعلّق فوق ساريةٍ
أيّة ضغينة
فقد قتلْتُهُ في قلبي مرّتين
وعُدْتُ بصيرًا
من ديوان "جنرال يخاف من صافرة "قيد الكتابة
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads