على هذه الأرصفة الحنونة كأمي | |
أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويله : | |
سأنتزع علم بلادي عن ساريته | |
وأخيط له أكماماً وأزراراً | |
وأرتديه كالقميص | |
إذا لم أعرف | |
في أي خريف ٍ تسقط أسمالي . | |
وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن | |
سأصعد أحد التلال | |
القريبة من التاريخ | |
وأقذف سيفي إلى قبضة طارق | |
ورأسي إلى صدر الخنساء | |
وقلمي إلى أصابع المتنبي | |
وأجلس عارياً كالشجرة في الستاء | |
حتى أعرف متى تنبت لنا | |
أهداب جديدة، ودموع جديده | |
في الربيع ؟ | |
وطني أيها الذئب المتلوي كشجرة إلى الوراء | |
إليك هذه " الصور الفوتوغرافية" | |
للمناسف والاهراءات | |
وهذه الطيور المغردة ، والأشرعة المسافرة | |
على " طوابع البريد" | |
إليك هذه الجحافل المنتصره | |
والجياد الصاهلة على الزجاج المعشق | |
ووبر السجاد | |
إليك هذه الأظافر المدّخره | |
في نهاية الأصابع كأموال اليتامى | |
بها سأكشط خطواتي عن الأرصفه | |
سأبتر قدميّ من فوق الكاحلين | |
وألقي بهما في الأنهار | |
في صناديق البريد | |
وأظل أقفز كالجندب | |
حتى يعود عهد الفروسية | |
والانذار قبل الطعنه. |
الرئيسية »
محمد الماغوط
» المصحف الهجري | محمد الماغوط
المصحف الهجري | محمد الماغوط
Written By Lyly on الخميس، 12 فبراير 2015 | فبراير 12, 2015
0 التعليقات