الرئيسية » » مقاطع من قصيدة مرسين | عارف حمزة

مقاطع من قصيدة مرسين | عارف حمزة

Written By Lyly on الثلاثاء، 13 يناير 2015 | يناير 13, 2015


جاء الشتاء
وصار بإمكان أحدنا أن يقول
بأنّ الدموع التي ما زالت عالقة في بياض العين
هي قطرةُ مطر ليس إلا.

*

الرمل هنا نظيف وبارد
لا حجارة. لا أصداف. لا رسائل مدفونة في قوارير
لا يغنّي الصيادون أغاني حبّ وهم يسهرون في بطن البحر
وهم يُتلفون مجلات البورنو الضخمة
لا أحد بكى هنا
كما فعلت قلوب محطّمة
على شواطئنا الوسخة.

*

لا أُطفئ ضوء شرفتي المطلّة على البحر المتوسّط
من أجل المهاجرين السورييّن
اللذين يغرقون فيه
كلّ ليلة.

*

لا نوارس على شاطئ بحر مرسين
لا وجود لأيّ طائر مصادفة
كي أحقّق لطفليَّ فكرتهم عن البحر
اليوم مرّت خمسة غربان
نعقوا ونعقوا قبل أن يذهبوا
سننتظر. قلتُ لهما
لا بدّ أن يُخطئ نورس واحد على الأقلّ
مثل هذه الغربان.
الغربان
أعطتني
هذا الأمل.

*

أزور الصيّادين كثيراً هنا في "مرسين"
أبحثُ
بين الأسماك التي اصطادوها
عن أقرباء لي
غرقوا في البحر.

*

"مرسين" مدينة كبيرة وجميلة ونظيفة
وأكثر شخص مشهور فيها صار صديقي
إنّه الحرمان.

*

تضعُ حجارة وعلماً
وحنجرة مزيّتة تحت وسادتي
كي أشارك بشكل جيّد
في المظاهرات التي صارت بعيدة عن مكان إقامتنا
بدلَ أن أنام خائباً
بلا أيّ عمل.

*

ولا قطرة ماء واحدة
في بحر مرسين.

*

أطفال سوريّون يلعبون على شاطئ هذا البحر
كلّهم من مدن لا تطلّ سوى على بحر الدماء
كانوا يبلّلون أرجلهم ويعودون راكضين
كنساء محجّبات
والبحر كان يُلاحقهم ويلحس أصابع أرجلهم
كانوا يضحكون ويضحكون
وكأنّهم
من بلد سعيد.

*

البحرُ يصخبُ الآن
كخمسة رجل
تحت التعذيب المتواصل.

*

جاءت النوارس أخيراً إلى ساحل هذه المدينة
وصارت الأسماكُ
تقفز إلى فمها
من شدّة الشوق.


* شاعر سوري مقيم في مدينة مرسين – تركيّا.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads