الرئيسية » » غارة الى يناير ربما يعود | محمد حربي

غارة الى يناير ربما يعود | محمد حربي

Written By Unknown on الاثنين، 19 يناير 2015 | يناير 19, 2015

غارة
الى يناير ربما يعود
***
لا قصائد اليوم
فسيارة الغاز جاءت مبكرة هذا المساء
والرفاق تركوا أوراقهم بالمقهى
تحت قصف القنابل
النادلون لم ينتهوابعد من ترتيب الغيوم
فاحتموا بصورة عابرة
فرت من ورقة٫ودخلوا نفقا
صنعه شاعر على عجل
وهو يفر من الحساب
***
نادلون بملابسهم البيضاء
أشعلوا النارفي القصائد
فطارت زجاجات إلى الشوارع الجانبية
ونامت أسود
عند مدخل النهر
تستحم من أثر الغاز
وتضع الكمامات على فم النهر
أسدان وقفا على الباب
كانا يمنعان الهاربين الى الضفة الأخري
ى او الى الاوبرا
بدلا وظيفتيهما
وصارا منفى مظلما للقبلات المسروقة
من تحت الاقنعة
يحميان قبلتين في الليل
من الغاز المتسرب
ويرفعان الجسد بذيليهما
ليمر العشاق إلى الأوبرا
****
الأسدان اللذان لا يعرفان الشعر
خطفا ورقة من نادل هارب
وقرآها فاندلعت حرائق في الماء
تحت الجسروهرب الصيادون
بغلَة المساء
وطهت فقيرة على مركب
ثلاث قصائد سقطت
في الماء من فوضى المظاهرة
لتطعم الصغار٫
وتفر من العسس
الذين كانوا يطاردون الجثث
على الجسر
***
عندما غزا الفلاحون
والعمال
دار الأوبرا هربا من الرصاص
تأفف النغم ذو ربطة العنق
وفك أوتار الصور
وأعاد الغناء مرغما
تحت عاصفة من تصفيق السكارى
ذوي السترات الزرقاء
الفلاحون وكنت معهم حافيا
ألجمتهم نعومة البلاط
فتحسسوا شقوق أقدامهم
وتحسست خجلي
وتذكرنا دفء الغيطان
فقفلنا راجعين
نحو الميدان
***
الجسر الذي امتلأ بحشود الغاضبين
صار محاطا بأربعة من الأسود
صامتين
ومركبات الجنود
خراطيم المياه
قنابل الغاز
وقصائد وحشية تطير فوق الرؤوس
اختارت الشهداء بعناية
فائقة وتركتني
***
عند الفجر
لم يعرف أحد كيف خلا الجسر
من النعال الفقيرة
والخطوات الخائفة
ولا يعرف أحد كيف عادت
القصائد للمقهى
تنام تحت قصف
دخان خفيف
لنارجيلة
تركها الرفاق
من ليلة الأمس

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads