الرئيسية » » أبحث عن الحقيقة في أنفي | عمّار معلّا

أبحث عن الحقيقة في أنفي | عمّار معلّا

Written By Lyly on الثلاثاء، 20 يناير 2015 | يناير 20, 2015



1991:

أمي كانت تستخدمني كطاولة لفنجان القهوة الصباحي.

 

1992:

المشفى كان بعيداً عن بيتنا. أخبرني جدّي في إحدى المرّات أنه يبعد "ساعة مع الجحش"، "مع أم علي يا جدّي؟" سألته، فردّ بنشافه "مع".. باستغراب تامّ سألته "لماذا معه وليس عليه؟" بقي صامتاً ويتأفأف طوال الطريق إلى أن وصلنا إلى المشفى حيث صديقه المريض بعد ساعتين من المسير الشاقّ.

آه صحيح، لقد ولدت في هذا العام بالمناسبة.

 

1993:

أخبرني أبي أن (المطهّر) كان سكراناً يومها، مما يفسر كون الكحول بالنسبة لي أشبه بحبّة بلون السماء.

 

1994:

مات الروك في هذا العام مع موت Kurt Cobain وميلاد Justin Bieber .

" I'm so happy 'cause today

I've found my friends ...

They're in my head

I'm so ugly, but that's okay, 'cause so are you ..."

Lithium - 

 

1995:

في مثل هذا العام لم يحدث شيء.

 

1996:

دخل جدّي ذاكرتي ولم يخرج، أذكر عنه كل شيء حتى كرهه لأمي وتذمّره الدائم من أبي.

 

1997:

مات جدّي، لم يعد هناك من يشتري تفاحة من المدينة ويعود بها لأجلي..

جدّي خذني إليك يا جدي.. أريد تفاحاً.

 

1998:

في المدينة لا أحد يتعرّق، لكنهم بارعون بالطرح والقسمة والتلصلص من النوافذ.

 

1999:

"سندخل ألفيّةً جديدة" قال جارنا، وأضاف "سأشرب ألفيّة احتفالاً بكل دمعة لم أذرفها" وشيّعه أهالي القرية فجراً .. سألحقه لأطلب منه (يد) ابنته التي عشقتها بعد خمس سنوات.

 

2000:

استمر حزن المدينة طويلاً، اكتفيت بالشماتة بهم حتى أيلول، فالوجوه كانت تختزن ارتياباً كنت أشعر به. مات شخص مهم في هذا البلد؛ عمي أتى مشياً على الأقدام من دمشق.

 

2001:

لا أعرف شيئاً ... إنه ثقب أسود بدأ صغيراً ها هو يبتلع كل ذكرياتي.

 

2002:

ألزهايمر زاد من تجاعيد أبي وسرق لسانه. لكن جدّتي ماتت وهي تضحك رغم فشلها في معرفة من هو طوال أربع سنوات.

 

2003:

الإعلام السوري كوميدي يا بغداد ... كوميدي يشرّ منه السواد والنفاق.

 

2004:

أحببت ابنة شهيد الألفيّة.

 

2005:

بعد تأمّل حواجب الحريري جيّداً ناجيت الكائن المختبئ خلف الزمكان لأوّل مرّة قائلاً "اللهم إنْ كان الغنى هو ما يسبب كثافة الحواجب، أبقني فقيراً وأخرج الجيش السوري من لبنان فابن جارنا الضابط يقود شيئاً له أربع عجلات وأنا مازالت أبحث عن الحقيقة في أنفي".

 

2006:

"أين الجنوب لو سمحت؟" للآن لم يجبني أحد.

 

2007:

قررت أن أحتفل بعيد ميلادي، فأشعلت شمعة كي أطفئها، لكن خيالي كان حزيناً أكثر من اللازم فنمت بعمق. المهم أنني تعرفت على رجل إطفاء .. إنه شخص طيّب القلب بالمناسبة.

 

2008:

نكاية بالمدينة ألقي التحيّة على كلّ المارّة.

 

2009:

لقد داوم أبي في المدرسة أكثر منّي هذه السنة أيضاً لكثرة ما استدعاه المدير والموجه بسبب سلوكي الفضولي. نظرته حارقة أكثر من شمس الظهيرة.

 

2010:

أحتمل ثرثرة الحلاقين لأجلكِ. 

 

2011:

أحبّكِ.

 

2012:

الشعر الطويل المنكوش ثقافة يسارية أصلاً.

 

2013:

اشتقتلك

 

الحياة تمرّ أبطأ مما تخيّلت... أبطأ.

____________________________

كاتب من سورية

 

الصورة من أعمال الفنان التشكيلي السوري طلال معلّا



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads