الرئيسية » » بكائيات | أحمد اللاوندي

بكائيات | أحمد اللاوندي

Written By كتاب الشعر on الجمعة، 2 يناير 2015 | يناير 02, 2015

 بكائيات 

(ألف)
ارْحَلْ..
عَنِ الخَوْفِ القَدِيْمِ،
ولا تَدَعْ تلكَ الجِراحَ ..
تَؤَرِّقُ النَّبْضَ المُقاتلَ في بِلادٍ أتْعَبَتْكَ،
وأمْطَرَتْ فيكَ الأسَى
ها أنتَ تَرْقُبُ نَوْبَةً أُخْرَى تَجِيْءُ بِلا هُدُوْءٍ..
مِنْ سُعارٍ لا يُطاقُ..
فلا تُهادِنْ إنْ أرَدْتَ العَيْشَ،
وارْفُضْ أيَّ قَهْرٍ يَحْتَوِيْكَ،
وأيَّ غَيْمٍ يَمْتَطِيْكَ فأنتَ أقْوَى.. لا،
ولا تَخْشَ المَنُونْ
(باء)
بَوْحٌ..
تُطارِدُهُ العَساكِرُ،
والدَّياجِرُ في ضُلُوْعِكَ
لا تَعُدْ يا أيُّها المَهْزُوْمُ فيكَ..
إلى الوَراءِ،
وفَجِّرِ الصَّمْتَ المُعَتَّقَ في دُرُوْبِ الأرْضِ،
واصْرُخْ في جُنُونْ
(تاء)
تَعَبٌ..
يُحَلِّقُ في سَمائكَ فانْتَفِضْ
أطْلِقْ هُنالكَ صَيْحَةً كُبْرَى،
تَوَغَّلْ في الفَجِيْعَةِ..
لا تَخَفْ،
واقْرَأْ أحادِيْثَ المُرُوْقِ..
على مَسامِعَ مَنْ أباحُوا العُهْرَ في وَضَحِ النَّهارِ،
ولا تُفَكِّرْ سَيِّدي..
إنْ راوَدَتْكَ هُنالكَ امْرَأةُ العَزِيْزِ..
فأوْدَعُوْكَ بِغَيْرِ جُرْمٍ..
في السُّجُونْ
(جيم)
جِيْمُ الجَحِيْمِ..
بِلا فُتُوْرٍ أحْرَقَتْ أغْصانَ حُلْمِكَ..
فانْسَحِبْ مِنْ كُلِّ طَيَّاتِ الرَّمادِ،
ويا مُسافرُ في الألَمْ..
لا تَخْتَبِئْ خلفَ الجِدارِ إذا رأيتَ الجُنْدَ يومًا يُرْهَبُوْنَكَ..
قلْ لهمْ: إنَّ الَّذي وَهَبَ الحَياةَ غِناءَها هوَ راجعٌ ،
وغَناؤُهُ لا يَنْحَني للمَوْتِ،
والمُلْكِ الخَؤُونْ
(واو)
وَجَعٌ..
يُسافِرُ في دَهالِيْزِ الفُؤادِ..
فهلْ تُزَمْجِرُ،
أو تُرَتِّلُ آيَةً تَمْحُو مِنَ الصَّدْرِ الهَزائمَ،
مِنْ لَيالِيْكَ الكَآبَةَ،
والشُّجُونْ؟!
(ياء)
يَأْتي إليكَ المَوْجُ طَوْعًا..
إنْ مَنَحْتَ البَحْرَ سِرَّكَ،
أو صَنَعْتَ لِظِلِّها سَمْتًا يَلِيْقُ بِحُسْنِها عندَ الخُرُوْجِ،
فكُنْ لَها وقتَ الوَغَى رُمْحًا..
يَكُوْنُ..
ولا يَكُونْ.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads