الرئيسية » » لوْزتيْ رُقيَّة | رانيا منصور

لوْزتيْ رُقيَّة | رانيا منصور

Written By كتاب الشعر on الجمعة، 2 يناير 2015 | يناير 02, 2015

أول مرة أخرج بكِ إلى غير جدّتكِ
أو لنزهة
أول مرةٍ يا ابنة عيني أخرج بك إلى المَشفى
أترككِ لطبيبٍ يخلع لوزتيكِ
وقلبي
كي تأكلي الآيس كريم بأريحيةٍ
يحسدكِ عليها الصغارُ
ويحترق حلْقي مع رفضكِ ابتلاعه
لأنه يصب الوجع على عينيك الكحيلتيْن

لابدَ أنكِ ستبكين طويلًا كعهدكِ
لابد أنكِ ستصرخين حين يأخذوكِ منّي لغرفة العمليات
سأقول أنني سأبقى معكِ
سيقولون لا يجوز
ستقولين "ماما" متجاوزةً طبقات السمع لدى الناس
فتحترق سحابةٌ مارة
وتنزل عينيّ عن وجهي ممسكةً بذيل قميصكِ الملوّن
لن أبكي لأن الأمر "بسيط" كما سيقولون
سأمزِّق سكوتي لقطةً لقطة
كي لا أبدو سخيفةً أمامهم
وأصبّه في ملف وورد لا يفقه ما أقولُ
نمتِ يا حبّةَ النور
وفي انتظاركِ آلاتٌ معدنية لا أعرف اسمها
وكماماتٌ رماديةٌ ستخيفكِ
وأمٌ لا زالت تكتب عن قلقها المكتومِ
ولوْزتيكِ

آخر مرةٍ
طلبت جدتكِ ألا تعرف عن الأمر شيئًا
إلا حين ينتهي
فعلَى من أحيل خوفي يا رقية؟
على من أنثر دموعي الجافة يا أمي؟
لمن أقول أنا خائفةٌ كما قلتُ يوم ولدتُها؟

البِنج ثقيلٌ على جسدها النحيل
فهذبوه،
وعلّموه الاتساع معها
كي لا تبكي كثيرًا
فأنا لا أبكي

هذا اليوم ثقيلٌ على رئتيّ منذ بدايته
تعنّفني أمي فأتقلصُ أمامها
أستمر في الضمور حتى يمر يومان أو أكثر
أمضي شفافةً بين كوب الماء وكوب القهوة
وشكّتي إنسولين لا فرار منه
أهرب من هناك إلى البيت.. بيتي
في الطريق نحدد موعد خيانتكِ يا رقية مع الطبيب
ستخرجين غدًا مع الشروق
لأنكِ الشمس
سننزع شعاعًا مريضًا من جسدكِ
فلا تحزني
ستعودين مشرقةً
وحادة الطباعِ
وجميلةً
وأنا سأعود بلوزتيْن أخرتيْن منزوعتيْن من جسدي

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads