الرئيسية » , » إبراهيم المصري | الليلُ أَسْوَد | سلسلة كتاب الشعر | العدد الواحد والسبعون

إبراهيم المصري | الليلُ أَسْوَد | سلسلة كتاب الشعر | العدد الواحد والسبعون

Written By كتاب الشعر on الجمعة، 2 يناير 2015 | يناير 02, 2015


إبراهيم المصري

الليلُ أَسْوَد


كُتِبَ "الليلُ أسود" عام 1990

<
 (حقوق النشر الإلكتروني تعود حصراً للكاتب ولموقع "كتاب الشعر" وما عدا ذلك فإنَّ جميع الحقوق تعود حصراً للكاتب، ولا يجوز نسخ أو نقل هذا الكتاب أو أي جزء منه بأية طريقة من طرق النشر الإلكتروني أو الورقي أو غيرهما، إلا بإذن من الكاتب: إبراهيم المصري)


<
... وقيامةٌ
على أرض يديكِ
تهدر بالظن جنتين
وتهدرُ ما يليها من الثيابِ والنهود

ربما قلتُ...
إنَّ المساءَ نحاسٌ
وأنتِ تلقينَ رأسكِ
إلى ما وراء الغابة
ثم آتٍ
هذا الأرجوان في ضفافٍ وحلي
في ردفين يقيمان المادةَ الخامَ من يأسها
فأنتِ ضيفة الآية الكريمة
مجروحة بظلِّ موتٍ
بإصبع يموءُ من أصابعي

لا قبلة منكِ
ولا طوارقَ نهديكِ
لتبقى التواريخ
وكسرة خبز
تبُلُّ ريقنا.

<
قد أشاءُ منكِ
ويفهمُ القلبُ ظلَّ رحيلهِ في شفاهك
وقد أنتظر
ولا أصلُ من السرير سوانا
وإنَّ مُلكاً لعينيكِ.. هو وردتان
وبعض الأواني الفارغة
لأظلَّ منفياً بالرغبةِ في البوح
وها أنا أدنو
من يدي التي ترقد في الماء
وقد يستوي ظلٌّ وخلاعة
فما الذي يبقيكِ على بابِ قلبي
سوى أنَّ باباً له
وأنتِ لشعركِ الذي
سرَّحَ المشط من خدمتهِ

سأقولُ آتٍ
وآتٍ بما لا ينفع المدادَ والغريزة
فقد تفرغتُ لصلاةٍ
تسوق الخيلَ إلى شعرك
إذ يتبعه ...  
... كلانا.

<
نحن لا نفهم
ولا يفهم الظلُّ أنَّ شمساً
أمومةٌ يتيمة

لماذا نغط في الكلام عن جسدينا

مرآةٌ على الجدار
تمرين وأبقى أنا
مرسوماً بالطباشير
ومن سهو ارتمائي أثر
ونحن لا نفهم
الحبَّ والأغاني العاطفية

أسهو مرةً بمكر النحاس
لأصفَ طلوعكِ الساخن
من الحمَّام ومن زفيري

البيتُ لغوٌ يا حبيبتي
البيتُ والتوابيت
ونحن لا نفهم
أيَّ صوتٍ
يكثِّفُ غرقنا.



<
ومنكِ...  
أنَّ بلاداً تفيضُ
وأنَّ القيامة سهوٌ
لتلك البلاد
والحبُّ على أول الشرطي
يمنحنا المغفرة
فهل تعبرين الشارع.. إلى أحمر الشفاه

البلاد.. نساءٌ
وإنَّ العيونَ التي
تحرسُ الليل
أو تحرسُ النحاسَ من سهوِ ردفيكِ
هي اشتهاء فمي للكلام.

<
ثمَّ...
لا النوم يغطينا
لا البرق من يقظتي
على شفاهك
لا الرسائل
بين سُرَّتِكِ المُدانة
وقلبي الذي يغبط القتلى
لا شيء
ممَّا يقيم في حراسةِ المعنى

بهدوء
أنتِ امرأة
وأنا رجل

وبهدوء
كان الليلُ حافياً
والأرضُ على فطرتها
مُطلَقَة.
<
تذكرين...
من الركض شارعاً
وعُمْراً في كنفِ اللوم
تذكرين اللقاءَ مُصادفةً
ذاتَ مساءين، منهما
أنَّ الذي جمعنا هو الصوت
ملموساً بالتوجس
وكنَّا نسِّرُّ القماشَ والخمر وشوارعَ للركض
وندني من اللمس أصابعنا
فتلمع القهوة والضحكاتُ والسجائر
وتذكرين الغيرةَ من رقبتي
على جسمكِ المُشار بالقمح
وأننا الآن
حين نرتقُ مرآةَ وجهينا
نسهرُ بالظلال على قارعةٍ
ونطرد من العيون كلَّ أسفٍ
على ليل لا يجارينا.

<
تزوجتُ يديكِ
لكن الأصابعَ الطويلة
كانت حبيسةً في طلاءِ الأظافر
وكنتُ كلما فاجأني الماء
أطمئنُ الجسد
فلا خطوةً أخرى يا سيدتي
وأحيا شاغراً بكل فراغ
يشاءُ منِّي قواماً
يضاعفه الرماد والورق
فهل تشعرين بخلو البال
من غرفٍ تحمل الشك
وتحمل الأثاثَ على ذهبٍ سالب

ها أنا أمرُّ...
فلا أعري صلاتي
ولا أدسُّ الأنفَ في وردةٍ
تشبقُ بالطرائد
ووجهي
حوار البرق على نافذةٍ
يفتحها القيامُ إليكِ.



<
مساءُ دمٍ
ولعينيكِ تلك الحكايات
ولحظةٌ من صبانا
تراهقُ التجاعيدَ على عنقٍ
يفرده الكلام

كم هي الرسائلُ لا تكفي
ولا لساقيكِ يكفي بلاط النجوى

عن بكارتي
مضت بها العادة السرية
وعن جسدي
يقف احتمالاً منكِ
وها أنا في الأثر

وشيقةٌ أنتِ
وتمرين بذاتِ الماء
فلا تفرح الرعية

أراكِ...
وأنتِ من عكارتهِ تخرجين
يقطرُ هدباكِ نحولَ القامة
فهل أبقيت منه ما يبقيكِ
خالصةً لذراعيكِ وفستان السهرة

ولا تطردي اسمه من حقيبة اليد
فسوف تذكرين دائماً
أنَّ البكاءَ قد يسطو على عينيكِ
فترقدين صافية.

<
نقول عن ذهبِ الحالة
إنه يهبط بالثياب
تحت الجسدين
وندرك صوتينا
في التلبِّس بالمشيئة
وإنَّ هطولَ المطر
أرَّقَ أنفي إلى إبطيكِ
فأوشكتُ بالآيات
وما زلنا نرائي
فلا نسبق بالأقدام عَشاءَ البارحة
والبيتَ الذي أبعدنا عن كل بيت

سوف تقولين
أخافُ دمي يقتصُ من البراءةِ بالغزل
وسوف تدركين
أنَّ أصابعي
لم تكن مطروقةً بالنحاس فقط
بل بالغياب
وبالصهيل
تصفُه الصدفة
على المائدة.



<
أحيطكِ باختلال سلوكي
وقلةِ احترامي للحياء
وهذا المعطفُ من وفرةِ انتباهي
جسرٌ للوقيعة
فلماذا تعبرين إلى قدر الدفق منِّي
فأنا أرهف النداء
لا لأدعوكِ
ولا خروجي عن طاعةِ الاقتصاد
لأنَّ وسادتي الخالية تسبقني بالأمومة

قلبي...
مفخخٌ بالهدايا
وإذ يصبح الساحة لإقامتكِ الدائمة
فادفعي نهديكِ إلى غربةٍ
لا يجففها السوتيان
أو مشابك الغسيل.



<
لأننا أحياء
وباقون من أنفسنا للمس
نُطيِّرُ العتبات
لن نبقي من البيوتِ أسوةً لنا
من الشوارع
أو من بصيص الوقتِ على قبَّرةٍ
تسهر تحت لساني
يظلُّ بي منها بلادُ الله
والغجر
والبدائيون

وأنتِ...
انكسارُ الضوءِ على حافةٍ .. تُرى  
شفاهنا على أول النزوح بالجسد
وطيبان.. تُرانا
ليحيا اللمس بالفاكهةِ وقيظِ المرايا

رملٌ
واحمرارُ صوت
والأثيرُ أعمى
يتوكأ حنجرتين بينهما
قام الجسدُ مصعوقاً بنا
وقمناهُ.

<
يملكُ المرءُ
باختزال قلبهِ.. المدى
إلا أنْ يقامر
فالبحرُ شال
وتعرفين عن عينيكِ خلودَ الشفقة
فكيف رضيتِ الترملَ من نهدٍ
وقمتِ بالبكاء
على ما تأوه من صباكِ

أكون شاهداً وظلاً
لبلادٍ جمعتنا
لساقهِ المقطوعةِ في التلابيب
تطفو
تجرُّ القدرة وما
ترخين من تجاعيدِ الرقبة

قد تملكين بالساق
رجلاً آخر
يباغتُ ما تشبقين
وما أنتِ به إلى المدى
تشرعين الثديين.

<
الرسائلُ مُرَّة
وسرد الأهداب، قيلولةٌ في الكلام
آن العيون تميلُ باختلاسنا
مِمَّا نستريح
وكلانا لا يمدُّ ضفيرةً
باليوم الذي يطرق ممشى اسمينا

هل صحوتِ صباحاً لتواصليني
وتكتبي رسالة تزوغ بالزمن

أشمُّ في الأنثى كنايتها
خمراً روَّضَ الأسى في خِبائه
واستبقى من ردفيكِ نحاساً لي
وكمائنَ خضراء
وورداً من نضارتهِ
لا يطرقُ العاشقُ باباً.

<
يلتفُّ دمي
على الشجارات
وعروق الذهب
ومشاهد في احتمال أنْ تكوني
قديسةً
أو عاهرة
وبين قطنين
وجهكِ الرائب
حين تركتُ يدي سهواً
فسال دمي حافياً
أوصلتهُ إليكِ
إلى الأحذيةِ التي
لا تصلُ الليلَ بالحانات
كان قاسياً
فيما البعيدةَ أنتِ
والمذنبةَ باحتمال أنْ تكوني
رسولةَ انشطاري
وكان دمي قليلاً
فضاعفته بالرياء.


<
لم يكن للهو مِنْ جسدٍ
سوى أننا غافلان
فأي جدوى لسمنةِ الشهيق
وانسلال الغرابةِ من عشقٍ
يفطرُّ قلبينا

قد تردين برملٍ
بالذي استمنى ركبتيكِ
وأنتِ
تسيِّبين نعومتكِ الفادحة
بين ذارعيه

وقد أردُّ بقامتي الباردة
وفضةِ المديح
لأغنوجةٍ تتدلى.


<
خبأتُ القمر
خبأتُ ملاكَ المائدة
خبأتُ كرسي إقامتي في السعال
خبأتكِ عن فض البصر
كنتُ منهياً عن اللغو
عن قيامكِ الآتي
من كتبِ الأطفال
وحكاياتِ السلالة
تعبرين
ولا يتبعكِ الباب
من أول الضم
إلى آخر اسمٍ توقى الرفيفَ
ببطاقتكِ الشخصية
وإذ تقطعين بالزرقةِ جسدي
فلأنِّي قربَ يديكِ
أنفخ في وقيعةِ نارك
ولأنِّي
آثرت نصركِ الضلِّيل
على جيش أعضائي
وخبأتُ قلبي مُراقاً
بما تنهريه.


<
هل تعلمين ما تذيع الرغبة عنكِ
حواراً بين قميصين
يختنقان بالرمق

الطبيعةُ تلهو
لأسبابها الخاصة
وأنتِ تسمِّين المكياجَ .. شهادة
تفارهُ قامتكِ المُلحَّة
فتكون البودرة وأحمرُ الشفاه
والكحلُ والأقراط رعاياكِ

ذات مساءٍ
لم يكن الفستانُ الأحمر
نذيراً آخر
ولا تسريحة الشعر مُبتكرة
فقط
حين درتِ
والعيون ترشقُ الجهات
حول قامتكِ التي
أخلت الانتظارَ بالمفاجأة
وأنا...
أقفُ بساقيكِ
على أعضائي
كانت الطبيعة تلهو
لأسبابها الخاصة.


<
وأنتِ.. امرأةٌ ومديح
كابرتُ شوقي
وكنتِ تزورين دمي بالوخز
وأولُ ينبوعٍ
فتح البابَ بصوتك
كنتُ أعرفُ عنه الكثير
حتى إذا الماءُ سيدنا
تكابرين أنتِ

لن يكون الحبُّ حقلاً للخس والجزر
ولن نكون رعاةً
أو ملائكة

والقش الذي يغطي ثدييكِ
هو آخر سوتيان
نحتفي بإحراقه
ونُبقي الموعدَ مشمولاً
بالضوءِ والظل

وهل أسرد بين ذراعيكِ جسدي
فتفرحين بمروق العصافير من أذنينا

تكونين أنتِ
وأكون أنا
إذا التمسنا بوطأةِ الوقتِ أنفاسنا
وعبرنا الشارع
فخلونا من الضجيج.


<
قصيدةٌ أخرى
وأحبك
أنا الشاعر الذي
لا يطوي جناحيه
والمرأة لا يراها
سليلة الفاكهة

قد أكون غبياً
بالتهامي النومَ والطعامَ والكتابة
بمخاتلةِ الأرض في النزيف
بحبي لكِ

تقولين الحياة نفسها
التناقض
اللعب بالعواطف

لن أكون صافياً لأرائيكِ
ولا أساوم ظني
فأرى الإبل
تأخذ العزاءَ في الصحراء
والمساءَ بسوطين على رأسي
والمُطلقَ والحب
ويشطر النشاز.. لساني

يا سيدتي
كلُّ ما قلتهُ
مذاقُ مرآةٍ في فمي.


<
ها نحن في الرصد
في الإجراء الذي يشطبُ الورد
من ظلِّ يدينا
لِمَ لا نكون
في القبر أيضاً

إننا أحياء
قدرَ الدم المُصان
بلمس أحجارهِ الكريمة
قدرَ الحبِّ الذي يسميه الناس
رياءً أو خبيبة
وأراه أنا
انفعالنا الوحيدَ بالقدر

أعلمُ أنَّ رأسكِ الجميل
ملفتٌ للنحل والبداهة
ولا أعلم أنَّ فرجك المحروث
بالمآذن
له كل هذه الأملاك
فلنذهب معا إلى الله
يشِّرع الوطءَ
بين كفنينا.


<
يحمل الشكُّ أسوته
ومن أولهِ تزفرُ الأمواس
وهذا الطفل الذي أنجبَ أبويه
دعيه قليلاً
يهدأ بالبكاء

قد أكون حزيناً
باختلاف قلبٍ تمارى
بمواكب من وجنتيكِ
إذ أمهله الرصيف لانتظارك
ولم تمهليه بالقصف
بالبشرةِ التي
تورَّد صمتها في العراء

لا تصمغي الحكايةَ يا سيدتي
وخذي من قدميكِ أولَ بيتٍ لنا

هل أخاتلُ الشكَّ أنْ ينتهي
أفتح أزرارَ قميصينا
برغوةٍ ثرثرناها؟

لا أفعل من ساقيكِ إلا قيامهما
ولا أواليكِ على قربٍ
من رتابةِ الضفائر
ولا يحملني الشكُّ
على مناص الخروج.


<
ها أنتِ...
تُمَسِّينَ من أبويكِ
من الأختِ
وزوج الأخت
وبرامج المرأة
تُمَسِّينَ بتباتِ يديكِ
ونباتهما
على ملآءةٍ
لم تعد وافرةً بالذي
شوَّه شفتيكِ بقبلاته
ثم تُمَسِّينَ مِنِّي
بالذي عشناه على بارجةِ الروح
إلا أننا
لم نحسب للبيتِ حساباَ
يشرط الجسدين
فهل أمَسُّكِ بالفاتحة
ونذهبُ في اقتصادِ العشق
إلى قبلةٍ أولى
نذهبُ في خلاصتنا إلى القلب
وإذا خلونا إلى النوم .. قلنا
رحيقُ فضةٍ .. والحنان
هو اختلاف الأسف.


<
سأرد الشوقَ للعتبات
تخمشُ من "باسم الله"
من الخطوةِ حين تدخلين
ندحو غرفةَ معصمينا
والليلُ والنهارُ.. حارسان
يغفو مع الدانتيلا
أولُ ذيل لفستانك
وآخرُ ذيل سوف أحمله
خلفَ ليلةِ يُشارُ "باسم الله" لها

مَنْ يزفنا مَنْ
على ما فقدناه من شمع العسل

لتلاقي الشوق
يسهرُ الحرير
ويُرامُ في الأجنحةِ صوتنا
ولا يرُامُ الزفافُ مخبولاً
بالأثاث والوثائق.


<
ليس الزواجُ مناصَ فضةٍ
لما ندعوه
حين دوزنت الأرضُ أيامها بنا
حين آدم وحواء
فكرةُ الخلط بين شريعتين
هما في القيام
رغبة واحدة

سيوزعون الحلوى
لفرحةِ الأخذِ مِنَّا
وأنا...
لن أمد يدي بخاتم الزواج
قد تشاهدين طيوراً
ترهفُ باسمكِ الألوان

لتغضي المناديل عن وقتي
حتى إذا مَرُّوا على السرير
فليكن سرد الهدايا
على عينيكِ بهم
وبي تأخرتُ
لأخبئَ ما تخبئين

إننا زوجان...
بنظرةِ الأرض إلى نفسها.


<
حتَّى أنني.. أخشى الخطابات
مفتوحةٌ بالشطبِ على أسمائي
أو.. يا سيدتي
أغلقي البابَ برفق
فالكلام مثلنا
أسقط البرد أطرافه
ويا سيدتي
ليس الحبُّ زكاماً يشفينا
وقتَ أنْ الرضى متاح
لانفصام أهدابنا
وهل تعلمنا
ما يُمسك الأنفَ مخموراً
فلا نترنح في الشجار
إذ نحن بالأسباب كلها
نخمِّرُ ماءَ الورد
وندخرُ المناديلَ بما
عضضنا عليها من الحنِّاء
والشهادة
وإذ نحن.. بالخطابات
على فض أولنا.


<
يهدأ القلبُ...
بإغمادِ أسبابهِ
والدمُ حياد شغفٍ
لا يغطي البصيص
وأسبابُ القلبِ.. عيناكِ
ضيقتان بالركض
والقبعات
انكفاءُ قلبي على الأرصفة

اسمعيني
قبل فواتِ دمي في جرحٍ
يعكِّر القطن
فيهجو بياضه يديكِ

ليس يا سيدتي أنْ أنتصر
بإصبعٍ منكِ في عروةِ قلبي
فقط...  
يبقى الوجد أعمى
والحبُّ
يُمَحضُ القلبَ من دمهِ
فتكون المشيئة
قدرةَ عينينا على رواق
يرانا في استلام مرآةٍ
تنصُّ على النار.. بنا.


<
أصوم عن مطرقةٍ
تصبُّ الرأسَ بكِ
تؤنبني بالشظف
موقوتاً بعينيَّ اللتين
تقلبان في الخلدِ امرأةً
تسهبُ الرواء
إنما اشتهيتُ أنْ تناديني
أنْ تعري قرينتي
وتفسدين الموت
إنما الرسائلُ والواقعُ والأحلام
شهوة القنص إلى دوار يخفقنا
إنما عن مطرقةٍ.. قلتُ
ورأسي قطنٌ
يَنطِفُ طيراً آوى إليه
آن عينيكِ
تهندسُ ما أراه بالطوفان
ثم الأرائكُ قبل أنْ...
يمتلئ الجنون بحواء أو سلالتها
أجلسُ في مشكاةٍ
وأنهضُ عن أعضائي
فيسهلُ العفو عني.


<
بفائدة السعي إلينا
هذا الدوار الآن
والقلبُ.. مخطوفٌ بالرماد الذي
من لونهِ الضحى
نحن في غِبطةٍ لا تشوبها الصلوات
نحن في معطفٍ
لا يُخلِّد جسدينا...
حتى نصالح ما أمضانا عن الذات
إذ ليس للتقاليد أنْ تنال  
من ورودنا السوداء

كم من ساعتك يبقى
على تمامِك
وكم منِّي
وكم من الشغف الطاحن
لأنَّ أسنانا حالمة

الدوار مائلٌ بسهم الحائط
وكلانا خلفَ نظرتهِ
يظن الآخرَ اسماٌ للسلوى
نقول حبَّاً
والحدائقُ مرميةٌ على توالينا
من رجلٍ آخر
أو امرأةٍ أخرى
ونقول الحبُّ.. مرمى جسدينا
لا لأنَّ السرير...
فالروح في تمامها.


<
بدنانا مزمنان
وعلى وقتهما الطير
... ولكن
لم نحلّْ النارَ من لحظةٍ حرَّمتنا
وتذهبين من معصمي إلى العقل
فلا تمسي أرقي
أي...
تقابلين الوخزةَ بالمحو
وكلما أستميلكِ.. تنادين بريداً
يوطد الروحَ على قابلةٍ لا تلدنا
هنا...
يحلقُ الصمغ على أجفاننا
وتسألين يا سيدتي
"لماذا وصلت علاقتنا إلى مرحلة القلق والإرهاق المزمن"؟
..........
لأنها علاقة.


<
بعض جسدي استناداً
إلى الفراغ الذي
يهيئ الملامة لي  

إنني أحبُّ
والخوف تقولين
ينهب قلبي
... نعم
مازلتُ قابلاً للتوت
لوراثةِ آدم
في إحدى بناته

الغصةُ لا مداها
كي أواري جسدي عن رائحةِ الليمون

فلماذا الحب بهذه الحرقة
والليل أَسْوَد
بلون الفراق

ولماذا لا تديري الهمسَ.. كلَّه
إذ نصف قميصك في يدي

بللني الغرام من قبضته
وتأخذين مني
خذي...
سِوارَ ثلجٍ
يَشطُّه زفيري.


<
كنا لانفساح البدن
حقيبتين بخلدهما الأسرار
مراهمُ جفَّت
فقشرناها عن الفؤاد

إنَّ الوضوحَ طاغٍ
فمن يستطيع يومه بهواده
ولأنني أقل من صبري على وسادتك
أهرِّبُ البكاء

إنه الدمع عناقيد
تبثُ أنثاكِ في حنيني

لأول مرةٍ يقلقني الموت
ولستُ حيَّاً.. أنا
وطءُ قدم على ظلها

إنه العقل
وأعرف الحبَّ لا الطريق إليه
ولذا رقتي ناشزة
تشير بالأسلاكِ إلى جسدي
وإذ تقصين بالعقل فاذهبي
يثقلُ ردفيكِ مرّةً
ومرَّةً يثقلُ قلبي.


<
وصفُ نهديكِ
أرجوحةٌ وأناقة
وبين عينيكِ
مفاتيح دمي

لأنَّ الحبَّ أعمى
لا يغلقُ بالذنبِ ما ارتكبناه من حدائق
فتكون الأوهام ناصعة

هل تحبينني؟
ليصبح عندي حذاء
وملابس داخلية
ويخلو رأسي  
من البيض الفاسد.


<
الصمت بانقضاءِ أجلي
فلا يكون الحوار مدينتين
بل أكتفي بالبيد عن شوارعنا
الرحلة ظالمة
إذ دون قدميكِ اصطفاءُ الأزل
وحلو ريق الفوانيس
هل كنتُ وحيداً
إلى هذا الحدِّ من الحناء
هل أنتِ تسمِّرين بالعزوف
رقةَ الغمام
في قطرته الأولى
يزوغ الفؤاد
وأعرفُ الحب
بنقص قيامك.


<
شرطنا يُضني
شرط أيامنا وليالينا
يا امرأةً
شدَّت أساورَها على ظمأي
شدَّت مساءً من لساني

النهبُ أولُ احتراف الريح
والقطاراتُ التي بتواردِ وجهينا
تهيلُ حرائقها، ثم تمرُّ
بقماش لا يُعرفُ من قتلاه سوانا
فالهواءُ ناضجٌ بيننا
والهواءُ شرط أنْ...
هيَّج الغضاضة والأوتار
ليحلمَ الصوتُ بامتلائهِ ورداً
فكل شرطٍ
يدفع الأجساد إلى ورطتها
حتى إذا الخبز أليفٌ
فسبحانه أضنانا
سعياً إلى الرزق
أو إلى الاحتلام.


<
إذ أتمناكِ الآن
تنفتح الشهيةُ على فض ضميري

ما الذي يكمنُ في مرآتك
لفائفُ البردي التي
هيَّجت إحساسنا بالزمن
لأننا قد نتآكل
دون موج
يرفرفُ بالعشبِ على بكارتنا

أتذكرُ ما نام من شفاهي بالأسف
صحراءٌ باتساع الرقة
لكنها لا تسمنُ النزيف

أحبكِ الآن بنقص جسدي
بيومٍ فتشت فيه
عن ذهبٍ يعتريني
وكنتِ دنوَ البارقة
أو أملاً
يُسمَّى بهذا الاسم لخوائه
وأسمِّي به الأجراس
تواقعُ نهديكِ برنين أناملي

وها أنا أشتهي
منكِ
من القلبِ
والشفتين
والشكوى.


<
ما الذي يجعل صوتكِ
أكثرَ انخفاضاً من سقف الريح؟
هل لإخفاءِ زمانهِ يمرُّ تحت الأرض؟
هل كنتُ طارئاً عليه؟
ولا يكفيه من أغصاني إذا مالت
أنْ تمدحه

أغصاني عارية
ولا أملك انشراحَ صوتكِ بالياقوت

ربما تميلين إلى قَدَرٍ
يغطي نهديكِ بالركام الذي
تعافى من اسمه
وصار أسماءً أخرى
وتعافيتُ أنا إذ أدعيه
مُصاناً بحقيقته...
إنه ركام
لا تمسكُ يدي منه رائحةً
سواكِ

قدِّسَ جسدي يا سيدتي
إذ أنه وترٌ يشمِّع الأنين
على وعي نضارته
ولا يسمح بالخسارةِ من صوتك
لأنني لن أناديكِ
من خلف الحجاب الحاجز.


<
إلى شعركِ اليتيم
تمضى أصابعي
لتطمئني بامتدادِ الحقول والأوردة
ولتصبحي على خيرٍ من المراثي
تَصُفُّ الزهرَ من لوعةِ اختبائك
تحت رشق المطر

تعلمي الحنان
وفتح الشبابيكَ بأهدابك
تشرَّبي الكهرباء
حتى تضيئي بأول اللمس
وترفعي الموتَ على رؤوسنا

لا أقولُ عنكِ طاغية
أو صعبة الفهم
أو حتى امرأة
تناديني بفرض الأنوثة
تدسُّ في جيبي عنوانَ نهديها
فأبحثُ عن مُهرةٍ
لم تقطع مع الموت
أو خشونة التقاليدِ والأقواس

أقصدُ دماً
سال مريراً من عينيكِ
ولم تشاهديه.


<
السنواتُ التي تمضي
سَبْقُ أحصنةٍ إلى القتل
ونحن مقتولون بالعمر المديد
يغمرنا ما نعرفه الآن من الحب
زرقةً
وشجارا
والشهور التي مرت
كنا نرققُ الياقات
وأياماً
لم تكتبي لي
ولم أكتب لكِ
ثم سمعنا صوتينا
في طراوةِ الليل
واصفراره

ثم هيَّجني الغرام إليكِ

لأحكي حكاية...
الدهر عنفوان
وبئر زئبقٍ نغرق فيه
إلى أنْ...
يُسمِّي الله أوهامنا.


<
الحدائقُ حينها نافرة
أسفت أنْ ترتمي بيدينا
والملاءآت.. إذ أعضاؤنا عاطلة
حينها قصبُ السكر يجرح
والعنكبوت لعابٌ بقناديل

لماذا تعرين كتفيكِ
لطائرين يغيران على الهاوية
قلتُ "حياة طيبة"
وأقصد الدراما
في تحولاتِ الأشجار والأجسادِ والكتب
حينها نحن شائعان
وينحاز كلُّ شئ في رقتهِ

يا الله ما أخجلني
بقصِّ شريط الحفل
كان ممغنطاً بالكآبةِ التي
أعادت نهديكِ
إلى اقتصاد السوق
حينها.. نهداكِ
وأعضائي
يخصفان من الارتجال.


<
لا يملأ الغيابُ صرخةً
وخاطر البال أنْ نهتدي بشصٍّ
يلضمُ في أعماقنا نطفتها
أتبع ما يحيي الأحلامَ لا النوم
... النداءُ دمٌ تحرره الغلالات
أو انتباهكِ لي
آهِ لا جسدٌ دون رغبتهِ أنْ يُرى
سابغاً في العري
لا أسمِّيه شبقاً
فتظني اللوعة في الجنس فقط
هي في الملح أيضاً
في اشتهاءِ قنص الناس
أهدابَ نهاهم

إبطاكِ.. أنتما هناك
مقطوران خلف الندى
وخلف اليأس أيضاً
من النزهاتِ القصيرة
أشمُّ احتراق تفاصيلي
حين لا يُستجابُ دعائي لهما
وحين لا يستجيبان لي
مقطوراً...
خلف نحلهما البري.


<
لحظةٌ الآن بي
تفتشُ استبقاءَ أنفاسي
قابلةً للاشتعال
فمناصُ يديكِ
أنْ مذاقهما رحبٌ
لأرى
وأدرك من لعبةِ الماء والنار
من لحظةٍ ما انتهيتُ بها
لتظل هذه السنوات
حقائبَ مدسوسة
في قدمي

الجرح قديم
يذيِّلُ باللوم عواطفي

فأي سهامٍ
مشبوبةٍ
وناضجة
وأي استسلام
يعود بالحب على جسدي.


<
دون شكٍ أنا
دون قدرةِ القيام
ودون سبق للجسد
يخالط ما توخيتُ من الغنوص
بأزمنةٍ ورواشق
وأينَ تطأ قدمي
ترد الأرضُ دماً

يبقى السائلُ الأمينوسي سفيراً
فلماذا يا صديقتي
تردين العظاءات عن رأسي؟

كنتُ سأنمو
إنْ تيقنتُ من عظامي
من قدم
لا تُساقُ للأحذية
من مرةٍ
أحبكِ فيها

يسقط أنفي من سلاطتهِ
لا الرائحة الآن
ولا الحياة .. معنى.


<
ما زلتُ...
أحاولُ انفضاضَ ضميري
بأوَّل منكِ
أو بذهابٍ
يتلف العتبات على سفحٍ
أوَّلناه معاً
إذ القدرة خاثرة
باعتبار أنْ الصمت
يُصمِّغ القهوة قليلاً
وكيف استواءُ قامتي
وأنتِ بعيدة
لا بمعنى يمرُّ الوقت
فالوقت يمرُّ...
والجسمُ قبضة ماءٍ
تتوانى...
قبل أنْ ترن في الفراغ
ها أنتِ .. لا تعرفين
ولا شفاهنا المرمى
لرياضةِ الانصياع.


<
أفوِّتُ النوايا على الجسد
مُبقياً من لوعةِ الانقضاض
أنكِ ماثلة
هذه المرة.. لا للقطف
بل لأنظر
أيانَ جسدي من السهو
وأقول...
نلتقي يا سيدتي
على سرير
بنقص الحلم لا يطاردني
فأنا أحبكِ
ولم يمهلني جسدي
صبرَ أعضائهِ
فطيَّرته إليكِ
وإذ أسحبُ النعاسَ من فمي
أرى
وأرقِّمُ النجومَ فلا أضل
بين عيني
وحسرةِ أنْ أشتهي.


<
إذ تفاقم وجهي
أطأ الفؤادَ بحكمة الشفقة
والرملُ يهبط بي
صوبَ أنَّ القميص
يضيقُ عن ضوءٍ
سوف أراه
أنتِ يا سيدتي دلالة
للحلم أو أهوائه التي
توزع منتهاكِ على ظمأي

هنا...
تسوخ القدم
وأظلم نهديكِ بالتفاتي
هما شيقان
وشيقٌ صدري إذ لهما
يؤجل العصافيرَ الكامنة
في صمغ ريشِها.


<
لاسيما الخروج
وكلُّ خافيةٍ تبرِّد الاسمَ
فلا أناديكِ
ولا أقرِّبُ سهمَ مهارتي
من فض اعتبارنا
طرقٌ أخرى
كي أعرف القراءةَ والكتابة
هذا...
ما قلته عن جسدي
وعن الحب الذي
يقضمُ أنفاسنا
فلا يُبقي غيرَ قوائم طافية
من سريرٍ لا يحتمل البرد
وأنا في الحنين باقٍ...
بشهادةٍ أوجعتني.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads