سألملم كلَّ الأسطر التي سقطت من جرَّتك سهوا
وأنت تعبرين هذا المساءَ الطويل
لا بأس .. أنا الأبُّ الروحي
لا مهنةَ لي سوى أن أجلبَ الريحَ للنافذة
كل ما أملكه قصاصاتٌ باليةٌ
لا أعرف : هل مر الضوءُ عليها يوما
لو كنت طفلا في سبورة الغيم
كنت علمتك كيف يستوي الحرفُ في هزّة النور
كيف ينكسر كمشبك مبلول في رغوة الحلم..
اعرف أن ساعتك انطمس فيها الوقت
أن زمنك لم يحن بعد
أن البرتقالة تمشي في أناملك محنيةَ الظهر
أن كتابك المفتوح هنا وهناك
ليس سوى حجر صغير
تخربش قطةٌ في ظلِّه أصابعَ البيانو
وتبتسم حين تنفض فراشةٌ في حضنك أجنحة الماء
تقول لك: النهر نسي خلخاله في الحديقة
أغلقَ الضفافَ حتى لا يستعجله أحدٌ
وهو يأكل فطيرتك المعجونةَ بدمع التوت
مضى نهارٌ وأنتِ عارية في منفضة الروح
مضى مساءٌ ..
واللحنُ لم يزل يتقشَّر على جسدك المرهق
كم شعلةً ستشربينها كي تكوني قديسة
ليعرفَ الكونُ كيف يقيم القداس
لا صلاةَ تسند ضلعك
الكهنة يتظاهرون بالنوم
تماما كما تفعل تماثيلُ الطغاة في المتحف
كلما دقتْ العاصفةُ الباب .
