الرئيسية » » بعد اثني عشر يوماً من المطر | دوريان لوكس / Dorianne Laux

بعد اثني عشر يوماً من المطر | دوريان لوكس / Dorianne Laux

Written By Lyly on السبت، 27 ديسمبر 2014 | ديسمبر 27, 2014

لم أستطع تسميته: ذلك الحزن

اللذيذ المتدفّق فيّ منذ أسابيع.

لذا مسحت الغبار، ووجدتني واقفة

في غرفة، وفي يدي خرقة،

والطيور تشدو: (آن وقت الذهاب، آن وقت الذهاب).

وكامرأة عجوز عند نهاية حياتها

كان في وسعي استذكاره؛ صوت

رجل لم أُحببه عضعض مرةً

نهديّ وراح يهمس:

(حمامتيّ الصغيرتين، زنابقي، زنابقي البيض)

كدت أبكي حين تذكّرته.

.

لا أذكر متى بدأتُ بمناداة

الجميع (حبّوبي)

كما لو كانوا بناتي،

أعزائي، وعصافيري الصغيرة.

لطالما أحببت أكثر مما يلزم،

أو ليس بما يكفي. الليلة الفائتة

قرأتُ قصيدة عن الله وكدتُ

أصدّقها - الله يحتسي القهوة

ويدخّن التنباك المعسّل.

بلغت مرحلة في حياتي

حيث يمكنني أن أصدّق

كلّ شيء تقريباً.

.

اليوم، وأنا أملأ خزان سيارتي بالبنزين، وقفتُ

تحت المطر دون أي شعور بالكراهية وكل العالم

استحال صمتاً - السيارات تمرّ ساكنة على الإسفلت

المبلل، فم عامل المحطة

ينقفل وينفتح على هواء

وهو يتنقّل من مضخّة إلى أخرى، وخطواته

تمّحي تحت المطر - لا شيء

سوى الأرقام الصغيرة على نوافذهم المربّعة

تمرّ سريعاً بجوار كتفي، تنزلق الثواني

مهرولة وأنا واقفة هناك

متوازنة على قدمي، ممسكة خرطوم

البنزين بيدي، والمطر يتجمّع في شعري.

.

ورأيت أنه ما عاد مهماً

من أحبّني أو من أحببت. كنت وحيدة.

الإسفلت الأسود المزيّت، الوسامة الصقيلة

لعامل المحطّة الإيراني، الغيوم

المتكاثفة - لا شيء لي. أدركت أخيراً،

وبعد (فصل في الفلسفة)،

وألف كتاب من الشعر، وبعد الموت

والولادة وصرخات الرجال الحادّة

الذين هتفوا باسمي وهم يلجونني،

أدركت أني وحيدة، شعرت بذلك

في أعماق قلبي، وسمعت صداه يتردّد

كجرس رفيع. وعادت الأصوات، العجلات

والخطوات، وكل الحمولة الرقيقة

التي حملوها قائلين بلى وشكراً.

دفعتُ الرسم وصعدت إلى سيارتي

كأن شيئاً لم يكن -

كأن كل شيء يهم - ماذا يمكنني أن أفعل سوى ذلك؟

.

قدت سيارتي الى محل البقالة

واشتريت خبزاً أبيض وحليباً

ولوح شوكولا ملفوفاً بورقة ذهبية،

ابتسمت لموظّفة المحاسبة المراهقة

بوجهها المبثّر واسمها

البلاستيكي المعلّق فوق صدرها الصغير،

وعرفت سرّها، خوفها اللذيذ،

ذلك الطائر الصغير. العزيزة الصغيرة. أعطتني

بقية النقود، وكيسي البني، والوصل الممزق،

دفعَت دُرج النقود بوركها،

وبادلتني الابتسامة.

*

ترجمة:سامر أبوهواش


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads