الرئيسية » » عندما يحل المساء | هدي حسين

عندما يحل المساء | هدي حسين

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 24 نوفمبر 2014 | نوفمبر 24, 2014

عندما يحل المساء

ستجلسين قرب السلّة
السلّة التي قضيتي النهار في صنعها
من خوص وقش
ستجلسين قربها
بحنان
هكذا
وتمسدين حوافها بأناملك
كأم حانية
تتفقد طفلها
السلة الفارغة من أي طفل
بل من أي شيء تقريبا
سوى شَغلك لها
سوى نهارك الذي ولّى فيها
نهارك الذي احتجزتِه
في سلّة
للأبد.
عندما يحل المساء
ستجلسين قرب السلة
على الارض
هكذا بلا مبلاة تجاه الغرباء
الغرباء الذين سيدهشهم حنانك 
تجاه سلّة فارغة
الغرباء الذين يستوهمون
انكِ تنتظرين منهم عملة معدنية
يلقونها في السلّة
ويزعجهم
انهم كلما فعلوا
تطوِّحين العملة بعيدا بغضب عارم
ثم تعودين بحنان
تمسدين السلة الفارغة
الغرباء الذين
سيعتقدون يقينا
من جم اهتمامك بالسلّة
انها سلة سحرية ما
ربما سلة تحقيق الامنيات
او
او ربما 
سلة بها عفريت علاء الدين
او أي شيء خارق
وسيتقاتلون
من أجلها
يتنازعونها
وربما
تتمزق السلة بين ايديهم
ستقولين
وضعت نهاري في هذه السلة
انظروا
لقد تسرب الآن.
ليلا
ستجمعين القش والخوص من جديد
ستجمعين النتف المنسوجة الممزقة
وتشبكينها في بعضها البعض
بخيط متين
وكأنما تضمدين جرح وليد ما
أو تغلقين جرحا بمهارة
لمريض متهالك يكاد ينهار
ثم تتركين السلة
وتمضين
تقولين وضعت النهار في السلة
ثم تبعثر بين الغرباء
فوضعت الليل في السلة
حبكته بخيط متين
فخفت
جوار السلة
أن ابقى في الظلام إلى الأبد.
هكذا ستبقي سلة مرقعة وحدها
في ركن الشارع
وستبقين جائلة
تجذبين ايادي المارة عنف
بحثا
في باطنها
عن نتفة من نهار.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads