هناك حقلٌ مفتوحٌ فيه أستلقي في حفرةٍ حفَرْتُها ذات مرّةٍ وأمدَحُ السَّماء. | |
أمدحُ الغيومَ التي تشبه رِئاتٍ من ضوء. | |
أمدحُ البومةَ التي تريد أن تسكنَ فيَّ والباشقَ الذي لا يريد. | |
أمدحُ ضراوةَ الفأْرِ، تأمُّلَ الذِّئب. | |
أمدحُ الكلبَ الذي يحيا مع أفراد العائلة ولن يصبحَ أبداً واحداً منهم. | |
أمدحُ الحوتَ الذي يحيا تحت الأغطيةِ الباردةِ للملْح. | |
أمدحُ تشكّلاتِ الحبَّار، قِبابَ المينْدرا. | |
أمدَحُ سرّيةَ الأبواب، انفتاحَ النّوافذ. | |
أمدحُ عمْقَ الخزانات. | |
أمدحُ الريحَ، الأجيالَ الصاعدةَ من الهواء. | |
أمدحُ الأشجارَ التي سيجلسُ على أغصانها ديك البرتغال والدّيك البولوني. | |
أمدحُ نخيلَ رِيُو، والنَّخيل الذي سينمو في لندن. | |
أمدحُ البستانيّين، الديدانَ والنّباتاتِ الصغيرة التي تمدَحُ بعضَها بعضاً. | |
أمدحُ الكرزَ الحلْوَ لجورج تاون وماين وأغنيةَ العصفور ذي العنق الأبيض. | |
أمدحُ شعراءَ ويفرلي بليس والشارع الحادي عشر، وذاكَ الذي تتحوَّلُ عظامُهُ إلى | |
زُمّردٍ داكنٍ حين يقفُ قائماً في الرّيح. | |
أمدحُ السّاعات لأنّي بها أصيرُ شيخاً في يوم، وشاباً في يوم. | |
أمدحُ كلَّ أشكال الظِّلال، تلك التي أراها وتلك التي لا أرى. | |
أمدحُ السقوفَ كلَّها، من السقفِ المائيّ للبحيرةِ إلى السّقفِ الارْودوازي لإدارةِ الجمارك. | |
أمدحُ أولئكَ الذين جعلوا أجسادَهم سِفاراتٍ أخيرةً للشّهوة. | |
أمدحُ فشلَ الذين يطمحون، أصحابَ كرَّاساتٍ ودفاترَ بلا قيمةٍ. | |
أمدحُ القمرَ لِتَعْذيبه البشرَ. | |
أمدحُ هِباتِ الشّمس. | |
أمدحُ ألَم الانبعاث، ونعمةَ الزَّوال. | |
أمدحُ الجميعَ دون مقابلٍ إذْ لا ثمنَ لذلك. | |
أمدحُ نفْسي للطريقةِ التي أحفرُ بها بالمعول وأمدحُ المِعْوَلَ. | |
أمدحُ حميَّةَ المديحِ التي سأولدُ بها ثانيةً. | |
أمدحُ الصَّباحَ الذي شَمْسُهُ فوقي. | |
أمدحُ المساءَ الذي أنا ابنُهُ. | |
* | |
ترجمة: جولان حميد حاجي | |
تحرير النص: أسعد الجبوري |
الرئيسية »
مارك ستراند
» اِبْتهال | مارك ستراند / Mark Strand
اِبْتهال | مارك ستراند / Mark Strand
Written By هشام الصباحي on السبت، 18 أكتوبر 2014 | أكتوبر 18, 2014
0 التعليقات