لم تكن أبوابهم محكمة الإغلاق , ولا نوافذهم عالية أو واطئة , تركوا الفجر يتسلل من شقوق الحيطان , ثم استقبلوه بأيديهم التي جرّح جلدها الحفر عميقا في جدار الكلمات . استقبلوه ولن تجففه عتمةٌ تكبر في أساورهم المحيطة بالمعصم. أحلامهم لا تخرج إلى الشارع إذا ناموا , ولا أحذيتهم أيضا. ولأنهم تدرّبوا كثيرا على الركض في النوم , نبتت أجنحة قرب السرير, وجٌن الخشبُ عندما رأى طائرهم يحلق بعيدا في الأعالي . لم يذرفوا دمعة على جنازة أو غياب , كل ما هنالك أن الدموع جففتها المسامير التي ثُبتت على الباب , فكان الألم ُ متكلسا في العظام . وتلك البقعة التي تركها الضوء خلفه على البلاط ليست سوى ذكرياتهم. والغريب أنها لن ترجع إلى أدراج خزائنهم ثانية, لأنهم كشفوا الستائر عن النوافذ فبان بياض العالم .
الرئيسية »
محمد الحرز
» لم تكن أبوابهم محكمة الإغلاق | محمد الحرز
لم تكن أبوابهم محكمة الإغلاق | محمد الحرز
Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014 | سبتمبر 09, 2014
0 التعليقات