خاتمة تسبق أخرى
وفي لحظة، يبدو كل شيء متجهاً للنهاية. يظهر تعاقب الأحداث متوقّعًا. ينفتح الباب. يفضي إلى مدينة سوداء. تندهش. لكنّ الدهشة سرعان ما تخفت، ويبدو لك كل شيء طبيعيًا، فتمتصّها. تصير فيك، وتصير فيها. وتحاول أن نهرب، فلا تفلح. لن تستطيع أن تمنع التهاوي. السقوط نفسه هو جزء من العبور. لن تقدر إلا أن تمضي في اللحظة، وأن تترك نفسك. والعبور في اللحظة يختلف تمامًا عن توقعها. فأنت لن تستطع أن تتحكم بشعورك مهما قلت، ومهما حضّرت له، ومهما بدت الأحداث معادة. العبور يزخم بكل أنواع الوطء. ستكتشف أشياء جديدة كل مرة، ولو خبرت الأحداث نفسها في الماضي. أنت تعبر في الزمن، وتوصّفه بعبورك. لا زمن من غيرك. هل يشرح هذا كل ما حدث؟ هل يبدو لك سببًا مقنعًا؟ ربما لا. وعلى الأرجح، هناك حاجة إلى وصف يكتشف زخم العبور باللحظة، والإقامة فيها، أكثر. أنت إذ تعبر، تقيم. وكيف ستصف؟ إنك لن تستطيع أن تصف إلا بالعبور والإقامة. من دون كل ذلك، ستبدو محاولات وصف كل النهايات قاصرة.
ما النهايات؟