الرئيسية » » عزيزتي جولييت | غادة خليفة

عزيزتي جولييت | غادة خليفة

Written By هشام الصباحي on الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014 | سبتمبر 09, 2014

عزيزتي جولييت :

لا أحد يحرّك مشاعري، لا يملك أي رجل طريقة للتأثير عليَّ مثلما يفعل روميو،
لا أعرف كيف وجدته،ليس بإمكاني تحديد المواعيد والأماكن،لكنني أذكر شمس الغروب وهي تقسِّم وجهه إلى نصفين متساويين، أنا أسيرة عينيَّ يا جولييت، كل هذا الجمال يحرك قلبي ببطء.
في كل مرة أحكي فيها حكايتنا يتمنى رجلٌ أن يجد امرأة تنطق اسمه بهذه الطريقة،
وتمتلئ أعين النساء بالشغف. 

في كل مرة أحكي فيها عن حبيبي يخبرونني أنَّ الخيال يثقب قلبي، ثم لا يعرفون كيف يقنعونني أن حبًا من طرف واحد ليس حبًا على الإطلاق،إنه محاولة لإيذاء الذات فقط.
المسألةُ أنَّ شحنة موجبة بمفردها -مهما كانت درجة قوتها- لا يمكنها اصطناع الكهرباء،
لا يمكنني أن أختلق قصة حب، لو كنت أستطيع كنت سأخترع واحدةً أخرى لتدفئتي الآن.
لم يكن حبًا من طرفٍ واحد؛ لكنني لا أفهم ماذا حدث لنا معًا، لذلك أخبر الجميع أنه لم يكن يحبني.

أكتب إليكِ لأعتذر عن حماقتي، لم أكن شجاعة بما يكفي للعودة إليه مرة أخرى كي أفهم،
تأخرتُ كثيرًا، وحينما وجدته في النهاية كان مرًّا ويرغب في الانتقاملأنني كسَّرت قلبه.
اخترتُ أن أصدق -مرَّةً أخرى- أنه لم يحبني،لست في مثل شجاعتك أبدًا.

قلبي لم يعد صالحًا للعزف، هذه الطبلة صارت مكتومة الصوت وتالفة،
أفكر أحيانًا أنني محدودة التجربة وأنَّ خُدعةً ما أثَّرت عليَّ بقوة آنذاك، أراه وأسخر من نفسي، كيف استطاع هذا الرجل الضعيف أن يفعل بي كل هذا؟

حاولت بقوة تشويه صورته داخلي، أنا ذكية جدًا في خدش الذكريات، وإعادة طلائها مرةً أخرى، توقفت عن رؤية جماله تمامًا، ونسيت أمر قلبي الذي لا يدقُّ، ورضيت بالبقاء مع الشغف الهزيل الذي يحوِّم حولي.

قابلتُ روميو مرَّةً أخرى
وجدته أو وجدني لا أعرف
آه يا جولييت
إن قلبي يدقُّ بقوة، والاشتعال الذي يحدث داخلي غير قابل للإنكار، إنني أقع في حبه مرةً أخرى، وأنتظر أن يتكسر قلبي المكسور أصلاً، لقد توقف عن مقاومتي، أعرف هذا من عينيه حينما تتعلقان بي، ومن أصابعه التي تترك كفي بصعوبةٍ في المصافحة.

يا جولييت الشجاعة
أنا خائفةُ ولا أعرف ماذا سيحدث!
لا أعرف ما هو السحر الذي يمارسه معي؛ فأتحول هكذا في دقائق من امرأة متعبة 
إلى شابة صغيرة تطارد روحها مثل فراشة.

لقد فشلتُ في اكتشاف أيِّ شيءٍ
أنا ما أنا عليه
أحترق بتفاصيل صغيرة لم يكتبها أحد
ولا أعرف إلى أين تذهب قدماي
.......

غادة خليفة
2012

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads