الرئيسية » » منذ زمنٍ لم نلتقِ | لينا شدود

منذ زمنٍ لم نلتقِ | لينا شدود

Written By هشام الصباحي on الخميس، 4 سبتمبر 2014 | سبتمبر 04, 2014

منذ زمنٍ لم نلتقِ
كنّا يافعتين
نبري حظوظنا كي نقتلع المسامير..
المسامير المغروزة عميقاً. 
كلُّ المشاريع اليوم مُلغاة
لنستحمَّ معاً بغزارة المصابيح الكهربائية،
ونزيل ضباب وجهينا ونتذكّر
فيما نسابقُ هذا الحشد الراكض.
من بدّل أحلامنا؟
أهوَ ذلك السُّعار من حولنا؟
كُرمى لأي شيء
لا يجب أن ننكصَ إلى الوراء
ولا أن نتلكّأ عند جليد البوابات.
جيد أننا لم نبتلع الطعم كلّه،
وأنه لم يكن لدينا لا أصدقاء ولا أعداء
مع أنّنا لم نكن أشباحاً.
وكأنكِ ترغبين بسؤالي
عمّن كُنَّ من الذهب الخالص،
الآن هنّ عديمات الموهبة.. عديمات الحياة،
خلف ستائر الدانتيلا،
يعانين من زمهرير أبدي.
كم كنتِ ماهرةً في صنع الألوان والظلال.
لا تسأليني عن سبب سرد تلك الحروف المتصلة،
وإلى أين سأصل؟
أنا مشوشة الذهن والقلب.
الذكريات تلمعُ في رأسي وتغيب،
ربما رائحة الإسفلت الحارّ هي السبب.
نحن الآن في أواخر صيفٍ مضى منذ زمنٍ.
أنا في ثوبي الحريري الأزرق وعطري القابض،
وأنت بمعطفك الأخضر وعشبه المتلألئ بالندى،
كم كانت حينها أفكارنا عظيمة،
كنا على وشك أن نتحوّل إلى ملائكة،
والسبب جموح مخيّلة بوسع هذا الفضاء الأرجواني
الذي تغزوه طيور النور
ها نحن الآن ناصعتان بعيداً عن زيف الزيف،
وبلا أقدارٍ
نسرد قصصاً لتزجية الوقت،
ونحن ننتظر مرور آخر حافلة..
حافلة أخرى غير تلك التي غادرت منذ زمنٍ،
حافلة أخرى في هذه الأرض الخلاء.
بغضّ النظر عن غرابة ذلك،
ولكنّنا ننتظر.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads