ليلة هجران (1988- دار الحوار - اللاذقية):
-------------------------------------------
المجموعة الثانية للشاعر حامد بدرخان (1924-1996). والأخيرة التي صدرت له خلال حياته، وذلك بعد (على دروب أسيا - 1981- دار الحوار).
تصوروا.. عاش /72/ سنة لم يصدر خلالها سوى هاتين المجموعتين، اللتين ساعد صديق له نبيل سليمان صاحب دار حوار بنشرهما على حساب الدار.
في أحد الأزقة المتفرعة عن ساحة الشيخ ضاهر، خلف جامع العجان، صدفت عدد كبير من نسخ هذه المجموعة في مكتبة (السوسو) شبه المغلقة. فما كان مني إلا أن ابتاع خمساً منها. وأنا لا اصدق كيف يمكن أن يعامل الشعر على هذا النحو..
----
أختار لكم منها هذه المقاطع، تبعاً لمزاجي الخاص في الشعر، والتي يمكن أن لا يختارها ويفضل سواها أي من قراء حامد بدرخان غيري.
------------
منذر مصرى
------------
ص19:
لا أدري من أين تأتي قرابتي
للسلالات المنقرضة من الحيوانات
مثل الدينوصورات والماموث؟
ص26:
أروقة ليفية تلف مجرى عمري
وها أنا على الدروب
مع الكلمات المبحرة
نحو المدن المكسورة المفاصل.
ص30:
من أجلك يا حبيبتي
يا وطن الآلام
أرى الماء الموحل
يشع كالذهب وقت المغيب.
ص49:
أرضي في انتظار عميق
لسرور أعمق.
ص74:
بشجاعة نادرة
مثل اللصوص
لم تكن أصابعي تقوى على كتابة
سطر واحد
قبل مغادرتي المكان
وأنا أتذكر تلك الليلة
كانت ترسم على شفتيها
ابتسامة جريحة بالخوف.
ص83:
كرهت المدن
المدن الخرساء
كأنهن مصائد منصوبة للثوار
هيا بنا
إلى الجبال
وراء الأرض المسلوبة
إلى الوديان
إلى الكهوف والمحاجر
أنا أنت هو.
ص97:
ألم تكوني سجينة في قلعة (ألموت)
عشيقة حسن الصباح.
لا تخافي
ستلدين مرات عديدة
لأنك قارعة الأجراس في كل مكان
وكل زمان
يجوم حول الصوت الذي يتعالى
من حنجرتك
جميع فقراء العالم.
----------------------------------
غلاف (محمد حمدان)
