الرئيسية » » قصيدة: "سوبر ماركت في كاليفورنيا" للشاعر الأمريكيّ: ألن جنسبرج | ترجمة محمد عيد إبراهيم

قصيدة: "سوبر ماركت في كاليفورنيا" للشاعر الأمريكيّ: ألن جنسبرج | ترجمة محمد عيد إبراهيم

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 8 سبتمبر 2014 | سبتمبر 08, 2014

قصيدة: "سوبر ماركت في كاليفورنيا" 
للشاعر الأمريكيّ: ألن جنسبرج

أيّ أفكارٍ عندي، يا والت ويتمان، لكَ الليلةَ، فإني أسيرُ في الشوارعِ الجانبيةِ تحتَ الأشجارِ وكلّي صداعٌ واعياً بأني أتطلّعُ إلى القمرِ البدرِ. 
بإعيائي من الجوعِ وتبضّعِ الصورِ، أروحُ إلى سوبر ماركت فاكهةٍ تُضيئهُ النيونُ، أحلمُ بكَشفِ حسابكَ. 
ما الخوخُ وما ظلّهُ! تتسوّقُ العائلاتُ ليلاً! والممرّاتُ يزحَمُها الأزواجُ! الزوجاتُ عندَ الأفوكادو، والصغارُ عندَ الطماطمِ! ـ وأنتَ، يا جارثيا لوركا، ماذا قد تفعلُ بالبطّيخِ؟

رأيتكَ، يا والت ويتمان، لم تُعقِب، كادحاً عجوزاً وحيداً، محشوراً بينَ لحومِ الثلاّجةِ، محدّقاً في أولادِ البقالة. 
سمعتكَ تسألُ أسئلةً من قبيلِ: مَن ذبحَ شرائحَ الخِنزيرِ؟ ما سِعرُ المَوزِ؟ هل أنتَ مَلاكِي؟ 
تجوّلتُ داخلاً خارجاً من أكداسِ العلبِ اللمّيعةِ وأنا أتبعكَ، متبوعاً بخيالي من مُخبرِ المحلّ.
نذرعُ معاً الممرّاتِ المفتوحةَ في نَزوتِنا العزلاءِ نذوقُ الخَرشوفَ، نحوزُ كلّ شَهيٍّ مُجَمّدٍ، دونَ أن نمرّ على الصرّافِ.

أين تمضي، يا والت ويتمان؟ ستُغلَقُ الأبوابُ بعدَ ساعةٍ. بأيّ طريقٍ تُشيرُ لِحيتُكَ الليلةَ؟ 
(ألمَسُ كتابكَ وأحلمُ بأوديسانا في السوبر ماركت فأحسّ بالعَبثِ.)

هل نسيرُ طيلةَ الليلِ في الشوارعِ الموحِشةِ؟ الشجرُ يضمّ ظلاً إلى ظلّ، وتُضاءُ أنوارُ المنازلِ، سنبقَى وحيدَين.

هل نهيمُ حالِمَين بأمريكا الحبّ الضائعِ، نمرّ على الحافلاتِ الزرقاءِ في الدروبِ، عائدَين إلى كوخِنا الصامتِ؟ 
يا أبي الغالي، بلِحيتكَ الشهباءِ، يا معلّمي الجريءَ العجوزَ الوحيدَ، ماذا كانَ عندكَ من أمريكا وقتَ أن غادرَ شارونُ(•) جنبَ عمودِ معدّيتَه، وكنتَ ترحلُ ناحيةَ ضِفّةٍ مُشبَّعةٍ بالدُخانِ، واقفاً ترقبُ المركبَ وهو يتوارَى في أمواهِ ليثَ(•) السوداءِ؟

(•) Charon: نوتيّ هاديس، ربّ العالم السفليّ بالأسطورة اليونانية. (م) 
(•) Lethe: نهر النسيان، في الأسطورة اليونانية، أحد أنهار هاديس الخمسة. (م)

كتاب (مقدمة لقصيدة النثر) فيه ما لا عين رأت ولا خطر على أُذن شاعر من قبل! 
الكتاب يُباع في كلّ مكتبات هيئة الكتاب ب (20) جنيهاً، يا بلاش! 
وهذه عيّنة مما يحوي هذا الكتاب العجيب: 

قصيدة: "سوبر ماركت في كاليفورنيا"  
للشاعر الأمريكيّ: ألن جنسبرج 

أيّ أفكارٍ عندي، يا والت ويتمان، لكَ الليلةَ، فإني أسيرُ في الشوارعِ الجانبيةِ تحتَ الأشجارِ وكلّي صداعٌ واعياً بأني أتطلّعُ إلى القمرِ البدرِ.     
بإعيائي من الجوعِ وتبضّعِ الصورِ، أروحُ إلى سوبر ماركت فاكهةٍ تُضيئهُ النيونُ، أحلمُ بكَشفِ حسابكَ.   
ما الخوخُ وما ظلّهُ! تتسوّقُ العائلاتُ ليلاً! والممرّاتُ يزحَمُها الأزواجُ! الزوجاتُ عندَ الأفوكادو، والصغارُ عندَ الطماطمِ! ـ وأنتَ، يا جارثيا لوركا، ماذا قد تفعلُ بالبطّيخِ؟   

رأيتكَ، يا والت ويتمان، لم تُعقِب، كادحاً عجوزاً وحيداً، محشوراً بينَ لحومِ الثلاّجةِ، محدّقاً في أولادِ البقالة. 
سمعتكَ تسألُ أسئلةً من قبيلِ: مَن ذبحَ شرائحَ الخِنزيرِ؟ ما سِعرُ المَوزِ؟ هل أنتَ مَلاكِي؟ 
تجوّلتُ داخلاً خارجاً من أكداسِ العلبِ اللمّيعةِ وأنا أتبعكَ، متبوعاً بخيالي من مُخبرِ المحلّ. 
نذرعُ معاً الممرّاتِ المفتوحةَ في نَزوتِنا العزلاءِ نذوقُ الخَرشوفَ، نحوزُ كلّ شَهيٍّ مُجَمّدٍ، دونَ أن نمرّ على الصرّافِ. 

أين تمضي، يا والت ويتمان؟ ستُغلَقُ الأبوابُ بعدَ ساعةٍ. بأيّ طريقٍ تُشيرُ لِحيتُكَ الليلةَ؟ 
(ألمَسُ كتابكَ وأحلمُ بأوديسانا في السوبر ماركت فأحسّ بالعَبثِ.)  

هل نسيرُ طيلةَ الليلِ في الشوارعِ الموحِشةِ؟ الشجرُ يضمّ ظلاً إلى ظلّ، وتُضاءُ أنوارُ المنازلِ، سنبقَى وحيدَين.   

هل نهيمُ حالِمَين بأمريكا الحبّ الضائعِ، نمرّ على الحافلاتِ الزرقاءِ في الدروبِ، عائدَين إلى كوخِنا الصامتِ؟ 
يا أبي الغالي، بلِحيتكَ الشهباءِ، يا معلّمي الجريءَ العجوزَ الوحيدَ، ماذا كانَ عندكَ من أمريكا وقتَ أن غادرَ شارونُ(•) جنبَ عمودِ معدّيتَه، وكنتَ ترحلُ ناحيةَ ضِفّةٍ مُشبَّعةٍ بالدُخانِ، واقفاً ترقبُ المركبَ وهو يتوارَى في أمواهِ ليثَ(•) السوداءِ؟  

(•) Charon: نوتيّ هاديس، ربّ العالم السفليّ بالأسطورة اليونانية. (م)           
(•) Lethe: نهر النسيان، في الأسطورة اليونانية، أحد أنهار هاديس الخمسة. (م)
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads