الرئيسية » » إخبار أمي | شارون أولدز | ترجمة نزار سرطاوي

إخبار أمي | شارون أولدز | ترجمة نزار سرطاوي

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 8 سبتمبر 2014 | سبتمبر 08, 2014

 .  إخبار أمي
 
خارج نافذة منزلها، كانت شجرة سرو
تتمايل بترفٍ تحت وطاة الرياح
التي تهب من المحيط الهادي. ولكي أقول
لأمي أن زوجي سيتركني ...
اصطحبتها في نزهة ممسكةً بيدها
النحيلة مثل مخلب عصفور صغير، واشتريت لها
قطعةً من الدونات وشبكةً للشعر وأشبعتها. على شجرة
الماغنوليا العتيقة في الضباب، بدت الأزهار والبراعم كأنها
الأقمار جميعها – البدر والقمر الأحدب والهلال – وقد اجتمعت
في ليلة واحدة. كنت قد تمرّنت على الحديث،
لأطلعها على الحقيقة على مهل،
لأُعِدّها للأمر. وفي اللحظة التي أخبرتها فيها
نظرتْ إليّ وقد أصيبت بالصدمة والفزع.
وصرخَتْ: لكن متى سأراه ثانيةَ؟!
شبكتُ يديَّ بيديها،
ووقفنا بثبات وأنا أمازحها. فوق شجرة التنوب، من بين
الضباب الساحلي، أومضتْ للحظة خاطفة نجمةٌ
ضئيلةٌ رملية جافة. ثمّ
لهُنَيْهةٍ اعترى بدني بأسره إحساسٌ 
بأنني لم أكن أحبّ بصورة كافية – أكاد أرى
الهيئة الطويلة لزوجي
تتمثل طيفاً. لم أعرفه،
لم أفعل شيئاً من أجل ألّا أفقده، وفقدته،
وقلت ذلك لأمي. ويبدو جليّاً من خديّها
المعذّبيْن الممتلئيْن بالحزن ومن عينيها الطفوليتين كأنهما
بحيرة جبلية أنها تحبني. إذاً ذهب الرجال،
وها أنا أعود إلى أمي. كنت دائما أتحسب من أن ذلك ما سوف يحدث،
تصورتُ أنه سيكون رعباً خالصاً،
لكن هذا بيتي، المنزل الذي تمتلكه أمي
وكذلك الحديقة والأرض والزيتون والصفصاف،
الزان ونبتة السحلبية، ومثقلة الورق
المرشوشة بالأوبال، وفي داخلها أذرعُ 
سحابةٍ سديمية تملأُ سماءَها بصراخ خافت.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads