إناء بلاستيكي منقوش بخطوط حمراء، يمتليء حتى حافته بمياه ملونة، الماء الأخضر يخفي تحته ملابس ملطخة بالدماء، دماء سرية ويجب إخفاءها.
الإناء المُدور الصغير يجلس في الركن، تحت صنبور مريض لا يستطيع منع المياه من الخروج حينما تريد، وهي تريد دائمًا أن تهرب من المواسير، وتذهب إلى البلاعة في رحلة قصيرة ربما يكون لها معنى.
الإناء لا يراقب مرور الوقت، ولا يتألم لأنني أنساه، لكنَّ الدماء السرية لن تسمح لي بتجاهلها أكثر من ذلك، الرائحة تملأ الحمام، العطن يتصاعد من هناك ويحاول أن يملأ البيت.
أغسل ملابسي وأنا أقاوم رائحتها، وأفكر أنني قطعة ملابس مغسولة ومتروكة في الشمس منذ سنين، ولا أحد يرغب في ارتدائها، كأنهم ماتوا أو قتلوا كل هؤلاء الذين اهتموا بوضع مشابك صغيرة حولي كي لا أذهب بعيدًا.